إعلان

عادل إمام.. زعيم تحدى "التكفير" وهزم اتهامات "التخوين" بالضحك

05:24 م الأربعاء 17 مايو 2017

كتب- مصطفى حمزة:
واجه اتهامات بازدراء الأديان، ولوحق بفتاوى لمتطرفين تهدر دمه، وهوجم من اليساريين بدعوى الترويج للتطبيع، أما الليبراليون فزعموا أن الإخوان استقطبوه، بعد أن زوج ابنته "سارة" لنجل القطب الإخواني نبيل مقبل، ولاحقه بعض النواب في مجلس الشعب فطالبوا بمنع أفلامه وحبسه، لكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط، وبقى من خلال أعماله جديرا باللقب الذى يحبه "عادل إمام.. زعيم الناس الغلابة".

ويتزامن اليوم مع الاحتفال بعيد ميلاد "عادل محمد إمام" ابن قرية شها بمحافظة الدقهلية، والمولود في حي السيدة عائشة، عام 1949، لأب كان موظفا في وزارة الداخلية، ولا يفوتنا هنا أن نرصد أشرس المعارك التي خاضها الفنان الذي يمتلك عن استحقاق مكانة خاصة في الوجدان العربي.

"كودية الإسلام"
هو اسم إحدى قرى محافظة أسيوط التي شهدت أول معارك عادل إمام، حيث أصر عام 1993 على عرض مسرحيته "الواد سيد الشغال" على نفس المسرح الذي تعرضت عليه إحدى فرق الهواة للطعن بالسنج والمطاوي من الجماعات المتطرفة.

وكانت تلك الزيارة هي البداية للحرب السينمائية التي شنها ضد تلك الجماعات على مدى عامين متتالين عبر أفلام "الإرهابي" عام 1994، و"طيور الظلام" عام 1995، ليصبح بعدها "بطلا شعبيا" في مواجهة التطرف، وينتقل لمكانة أخرى غير التي افتتح بها مشواره في أوائل الستينات، عندما اختاره المخرج حسين كمال، ليشارك بمسرحية من تأليف الكاتب محمد التابعي تحمل اسم "ثورة قرية"، واقتصر دوره وقتها على جملة وحيدة هي "معايا العسلية".

"لا تسلم جمهورك لأعدائنا"

"يحيا السلام مادام في مصلحة الوطن والمواطن المصري"، و"المقاطعة مع إسرائيل ليست هي الحل مادامت العلاقات الدبلوماسية قائمة".. تلك العبارات التي قالها عادل إمام بعفوية عام 1996 في معرض القاهرة للكتاب، فقادته لمواجهة ساخنة مع كافة القوى، وهاج وماج بسببها المثقفون حتى أن الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، كتب مقالة موجهة لعادل إمام، عنوانها "لا تسلم جمهورك لأعدائنا"، وكتب أسامة أنور عكاشة، مذكرا النجم الكوميدي، بأن الصراع مع إسرائيل مسألة حياة أو موت، وهو ما دفع "عادل" المعروف بعناده، للتراجع، مؤكدا أنه لم يقصد الترويج للتطبيع، وأعلنها بشكل واضح "أنا ضد التطبيع مع إسرائيل إلا بعد الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة".

وعلى نفس الجبهة وبعد 12 عاما من تلك الواقعة، وتحديدا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وجد عادل نفسه محاصرا بانتقادات نجوم في حجم دريد لحام، ومنى واصف، والشاعر أحمد فؤاد نجم، وعبدالعزيز مخيون، إلى جانب فتوى معلنة بإهدار دمه أطلقتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب)، وكان السبب في ذلك تصريحات صحفية اعتبروها مناهضة لحركة حماس.

ورد عادل إمام، على مهاجميه، من باريس، عبر وكالة الأنباء الألمانية، مؤكدا أنه لم يهاجم حماس، وأن كل ما تم تداوله نقلا عنه "محض افتراء"، وأنه تحدث عن موقفه من الإخوان وليس حماس، التي يعتبرها حركة مقاومة مشروعة، رغم رفضه لموقفها الداعم لانشقاق الصف الفلسطيني، مشددا على رفضه المزايدة على وطنيته وعروبيته.

"اختراق إخواني"

عقب إعلان زواج سارة عادل إمام، من زميل دراستها بالجامعة الأمريكية، "أحمد" نجل القطب الإخواني نبيل مقبل، تعامل الكثيرون مع الزيجة على أنها اختراق إخواني لبيت أكبر فنان عربي، وعلى الجانب الآخر لم يتقبلها أيضا المنتمين للجماعة، واعتبروها رضوخا من أحد أركانهم أمام الفنان الأكثر هجوما على التيارات السياسية الإسلامية في أفلامه ومسرحياته.

ولم يعلق عادل إمام، على الفريقين حتى مع محاولات الزج باسمه، خلال القبض على أعضاء الجماعة ومنهم صهره، مكتفيا بالتأكيد من خلال أعماله أن تلك المصاهرة لم يكن لها أي تأثير على أعماله.

"ازدراء الأديان"
بعد 4 سنوات من حكم محكمة مستأنف الهرم ببراءة عادل إمام، من تهمة ازدراء الدين الإسلامي، شهد عام 2016 حملات موسعة تتهم مسلسله "مأمون وشركاه" بالإساءة للأديان السماوية الثلاثة.

واتهم قطاع من المسلمين والمسيحيين، عادل إمام، بتصوير كلا الدينين بحقائق مغلوطة، حيث قدم المسلسل الشخصية السلفية على أنها "إرهابية متعصبة"، بينما تظهر الشخصيات المسيحية واليهودية على أنهم طيبو القلب، وعلى الجانب المعاكس وجد بعض النشطاء المسيحيون أن المسلسل يقدمهم باعتبارهم مع إباحة الخمور والزنا، وبأنهم عباد لآلهة ثلاث وهو ما اعترضوا عليه بشدة.

وأجبرت تلك الاتهامات عادل، على التأكيد عبر البرامج التليفزيونية، أن هدف المسلسل هو الدعوة للتسامح بين الأديان السماوية الثلاثة، وليس التحقير من دين أو تفضيل دين على آخر، كما أنه لا يفهم الاتهامات بالعنصرية لأحزاب دينية بعينها، فالمسلسل هدفه كوميدي بالنهاية، ولا يهدف لإثارة حنق الجماهير باختلاف طبقاتهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان