حوار| عفاف شعيب: أحمد زكي تعرض لمضايقات وكان يرى حياته مأساوية

حوار- منى الموجي:

صداقتهما امتدت لسنوات، لتخلق بينهما روابط أشبه بتلك الموجودة بين الأشقاء، آمنت هي بموهبته وتنبأت بنجوميته، ساعدته قدر استطاعتها، وهو كان يعتبرها الأخت التي يحكي لها كل ما يدور بخاطره ويستشيرها كلما مر بأزمة شخصية، ويسمح لنفسه أن يعلق على قرار اتخذته، هكذا كانت العلاقة بين الفنانة عفاف شعيب و"النمر الأسود" الفنان الراحل أحمد زكي.

"مصراوي" كان حريصًا على معرفة رأي عفاف شعيب فيما تم الإعلان عنه مؤخرًا، بتقديم مسلسل يحكي قصة حياته يحمل اسم "الإمبراطور"، يكتبه السيناريست الكبير بشير الديك، ويلعب دور البطولة فيه الفنان محمد رمضان.

كيف رأيتِ الإعلان عن تجسيد الفنان محمد رمضان لسيرة الفنان الراحل أحمد زكي في مسلسل يُعرض 2021؟

محمد رمضان هو الأنسب لتقديم شخصية أحمد زكي، خاصة وأنه من عشاقه.

في رأيك هل كان سيوافق أحمد زكي على تقديم سيرته في عمل فني؟

الحقيقة أنني تحدثت معه في مرة حول الأمر، وقلت له وقتها إنه وصل لمرحلة جيدة، فهل يحب أن يقدم قصة حياته في عمل فني، فرفض تمامًا، لأنه لا يحب أن يتعرض أحد لحياته الشخصية، كان يرى بها جزءًا مأساويًا كبيرًا. ولا أعرف هل سيتعرض أستاذ بشير الديك في كتابته لذلك أم لا، فهو كاتب متميز وكبير، وله أعمال كبيرة، وتعاون أكثر من مرة مع أحمد، منها فيلم "ضد الحكومة"، وقد يكون أكثر شخص على فهم بأحمد وشخصيته، لكن هناك الكثير من المواقف والحكايات في حياة الراحل لا يمكن التغاضي عنها في حال تم تقديم عمل عنه، وإذا لم يتم تقديم سيرته كما يجب لن يكون الأمر جيد.

هل من بين أسباب رفضه فكرة تقديم عمل عن حياته أنها مأساوية فقط أم أنه كان لا يحب أن يقتحم أحد منطقة خاصة في حياته؟

حقيقي كان يحب الخصوصية جدًا، ولا يفضل أن يتعرض أحد لحياته الشخصية، حتى عندما كان يعيش خلافا مع زوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، يخبرني بأنه سيأتي لزيارتي ليحكي لي ما حدث، وعندما كنت أطلب منه أن يحكي في التليفون، يرفض احتراما لخصوصية الأمر، ودائمًا ما كنت أنصحه بأن يتصرف بعقل، وأنها بنت جيدة، لكنه النصيب.

حرصه ألا يحكي مشاكل بينه وبين زوجته عبر الهاتف يعكس لنا مدى تقديسه لخصوصية الزواج والحياة الشخصية..

"أحمد كان راجل، وجدع، وكريم، ومحترم جدا"، لا يحب أن يرتكب الخطأ، وكان إذا أحب فتاة يفكر في الزواج منها، وكنت على معرفة بكل اللائي ارتبط بهن.

متى بدأت معرفتك بأحمد زكي وكيف كانت علاقتكما حتى وفاته؟

بدأت في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهو دفعتي، واستمرت حتى وفاته، ويوم رحيله للأسف كنت في اليمن، ولم أتمكن من المشاركة في وداعه، كنت أحضر مؤتمرًا مهمًا، وقبلها كنت في الإسكندرية أيضًا لحضور مؤتمر، ولم أتمكن من زيارته قبل السفر، واستقبلت خبر وفاته في اليمن، وأقمنا هناك عزاء ضخم حضره علي عبدالله صالح الرئيس اليمني آنذاك، وعدد كبير جدًا من محبيه، كانوا يأتون لتقديم واجب العزاء لي، أتمنى لو استطعنا الحصول على شريط الفيديو الذي سُجل عليه العزاء هناك ليراه الجمهور، كان على مستوى راقي، وتمت استضافتي على شاشة التليفزيون للحديث عنه، كان صعب عليّ سماع خبر وفاته وأنا بالخارج، فقد كان بالنسبة لي أخ، وهو دائمًا ما كان يقول إنني أخته التي لم تلدها أمه، ربنا يرحمه ويحسن إليه.

ومَن مِن زملائه في المعهد كانوا ضمن دائرته المُقربة؟

دفعتنا ضمت مجموعة كبيرة، كثيرون منهم كانوا موجودين في حياته ولا يمكن أن يتم محوهم، هناك: شهيرة، مصطفى متولي، عهدي صادق، أميرة عبدالرحمن وهي الآن دكتورة في المعهد، أحمد عبدالوارث، نفيسة المغربي، منى قطان زوجة صلاح جاهين، التي ساعدته في الوصول لزوجها، وبدوره وقف إلى جواره بعدما شارك في مسلسل "بستان الشوك"، وبدأ ينظر له بشكل آخر.

ومن غير منى قطان كان يساعده في تلك الفترة من حياته؟

من يقول إنه كان يساعده بإمكاني أن أواجهه، فالبعض كان يقف ضده، من وقفوا إلى جواره: أنا لأن حالته كانت صعبة، وكذلك زياد علي فايق زغلول ابن علي فايق زغلول المذيع في الإذاعة، كان يقدم برنامج "الغلط فين"، ويحب أحمد، كوّننا مجموعة أنا وزياد ونفيسة وأميرة، كنا حريصين على معاملته بشكل جيد.

وهل ستوافقين إذا أراد صناع مسلسل "الإمبراطور" الاستعانة بكِ لتمدينهم بتفاصيل حكايات تعرفينها عن أحمد زكي؟

طبعا لا أمانع في ذلك، فجزء كبير في حياة أحمد زكي عشته معه، منذ التحاقنا بمعهد الفنون المسرحية، وحتى وفاته، فأنا واحدة من المقربين له، وكنت أحرص على مساعدته، كما كنت أطلب من المنتج رياض العريان، زوجي وقتها، أن يسند له أدوارًا في أعماله منها "بستان الشوك"، لشدة إيماني بموهبته، وكنت دائمًا ما أردد أن يومًا ما سيصبح نجم النجوم.

وما الذي كان يجعلك تعتقدين ذلك خاصة وأنه كان يتلمس خطواته الأولى؟

رياض العريان كان يسألني أيضًا عن سر اعتقادي في ذلك، وكنت أقول له إن أحمد موهوب، وكان يرد بأنني أحلم وأن ما أقوله لن يتحقق، لكن منذ العام الأول لنا في المعهد كنت أراه يجلس في الكافتيريا ليقلد الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات، والفنان عبدالحليم حافظ، ودون أن ننظر له، نعرف من صوته من يقلد، كان "فظيع"، وقالوا عنه مشخصاتي، والحقيقة أنه يجيد تقمص الشخصيات، موهوب وفنان وعبقري، وبالفعل نجح أحمد نجاحًا كبيرا، وبدأ رياض يفكر في الاستعانة به كبطل لفيلم "الامبراطور"، ورفض في البداية التعاون معه، وقال لي إنه لا يريد، وطلبت منه أن يوافق لأجل خاطري، حتى لا يظن رياض أنني منعته، فوقتها كانت هناك خلافات بيني وبينه.

في رأيك أهم ما كان يميز شخصية أحمد زكي؟

كان شديد الطيبة وقلبه أبيض رغم المعاناة التي عاشها، وفي نفس الوقت به جزء من القسوة بسبب ما رآه في حياته، لكنه لا يرد محتاج، عندما كنت أطلب منه مساعدة أي شخص "غلبان"، يطلب رؤيته، وهذا كلام قد لا يعرفه البعض، ويعاود الاتصال بي، قائلًا "غلبان يستحق"، كان يساعد الكثير من الناس. أحمد زكي كان يغلق بابه على نفسه أكثر من 8 ساعات ليصلي ويبكي ويتجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء.

ومن تختارين لتلعب شخصيتك في المسلسل؟

هناك أكثر من مرحلة في علاقتي بأحمد زكي، فترة الدراسة، وفيها عليهم أن يختاروا من تكون شبيهة بي، وفترة ما بعد الحجاب، وهذه بإمكاني أن أجسدها بنفسي.

كيف كانت علاقته بكِ بعد الحجاب؟

أتذكر جاءني بيتي، وسألني لماذا اتخذت هذا القرار وذلك بعد فيلم "ضد الحكومة"، قائلًا "أنتي أنضف واحدة، تتحجبي ليه، قلتله: بتحجب لربنا ده أمر من عند الله، قالي انتي محجبة من غير حجاب وزعق يوميها لا أنسى اليوم ده، كان أخويا دكتور مجدي موجود، ولقينا حد بيخبط وشخص لا أعرفه بيسأل عني"، وجدنا هذا الشخص يطلب مساعدته ليشتري "موتوسيكل"، بعدما سمع أنني تقاضيت 7 ملايين جنيه لأرتدي الحجاب، ثار أحمد ووجدناه يضرب الرجل، ويجري وراءه، وأخي يحاول أن يبعده عنه، كان حكاية وكان له كثير من المواقف الطريفة التي كنت شاهدة عليها.

وماذا عن القصص العاطفية في حياته؟

كما ذكرت لكِ كلما أُعجب بواحدة يذهب لخطبتها، وبعدها أجده انفصل عنها، لأنه لم يجدها مناسبة له، لكنه أحب واحدة جدًا وكانت جزءا كبيرا في حياته، وذلك بعد انفصاله عن هالة، ونصحته بأن يتزوج ليأتي لهيثم بأخ، لكن لم يحدث نصيب وانفصلا، وهناك من حاولن اللعب عليه، لا داعي لذكر أسمائهن.

عادة ما تثير مسلسلات السير أزمات واعتراضات ممن عاصروا بطل العمل.. فكيف تتوقعين الأمر في "الامبراطور"؟

المؤلف يستطيع تقديم الحبكة الدرامية الخاصة به، ويختار ما يجب فعله وما لا يجب تقديمه، لكن لا أحد سينكر أنه "اتبهدل خلال دراسته في المعهد وأن ناس كتير ضايقته"، حتى بعد تخرجه عندما بدأ يمارس حياته الفنية كان يتعرض لمضايقات مع بداية عمله في المسرح.