إعلان

حوار| شريف عبدالمنعم: "المحاكمة" عرض دسم .. ولحنت لـ24 جنسية

09:01 ص الثلاثاء 17 ديسمبر 2019

حوار- منى الموجي:

ليست مجرد محاكمة لسانتا كلوز أو بابا نويل، لكن كما جاء على لسان أبطال العرض أبعد من ذلك بكثير، هي محاكمة لكل من خان الإنسانية، لمن كانوا سببًا في ضياع الضحكة من الوجوه، خاصة وجوه الأطفال الذين شابوا قبل الآوان، بعدما فقدوا أحلامهم، وفي قانون العدالة الإنسانية قتل حلم يساوي قتل الروح. هذا تناوله المخرج خالد جلال في عرضه الأخير "المحاكمة".

في حواره مع "مصراوي" يتحدث الملحن والفنان شريف عبدالمنعم، عن مشاركته في العرض الذي قُدم على مسرح شباب العالم، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المُقام في شرم الشيخ، بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، ووضع خلاله 4 ألحان من أصل 6 أغاني، وكشف عن كواليس صناعتها.

كيف وجدت عرض "المحاكمة" بعيدًا عن مشاركتك فيه بوضع ألحان أربع أغاني من أصل ست؟

وجدته عرض دسم جدا تملأه التفاصيل، يناقش قضية غاية في الأهمية وهي أن الدول النامية أو التي يطلقون عليها دول العالم الثالث، يعيشون بعيدًا عن أي شيء يسعدهم، ورأيت عبقرية وجمال في معالجة الموضوع، من خلال فكرة محاكمة بابا نويل رمز للبهجة، لأنه غاب عن زيارة الأطفال خوفًا من الأمراض والبكتيريا والحروب، فكان لغيابه دور في أن يشيبوا قبل الآوان.

كيف كانت أول مناقشة بينك وبين المخرج خالد جلال حول العرض؟

عندما كلفني أستاذ خالد بالمهمة، شرح لي بطريقة مبسطة الموضوع، والمقدمة الخاصة بالعرض لأن باقي الأحداث وترتيبها بالصورة التي خرجت عليها وكذلك النهاية لم تكن صورتها اكتملت أثناء وجودنا في القاهرة.

ألم تخش من أن العرض يشارك فيه شباب من مختلف أنحاء العالم خاصة وأن هذا سيتطلب شكل موسيقي يجمع كل الثقافات؟

صحيح مسرح شباب العالم يتكون من طلبة مركز الإبداع الفني ومعنا جنسيات مختلفة عددهم حوالي 24 جنسية، وهذا يعني وجود لغات وثقافات مختلفة، ووقع على عاتقي التفكير في طريقة مخاطبتهم، فالجمل اللحنية العربية لن يعرفها الأجانب ولن يجيدون قولها، وفي حال وضعنا في الحسبان الثقافات الأجنبية فقط لن تظهر شخصيتنا الموسيقية ذات السمات الخاصة بها، فكان الحل في خلق مزيج من كل هذه الثقافات.

وهل ذلك كان سهلًا؟

صعب جدًا، اِكتأبت مرتين، أثناء وضع موسيقى أغنية "المحاكمة"، وضعت نفسي محل من يقومون بمحاكمة بابا نويل، فهم يثورون عليه، لكن ثورتهم ثورة ضعفاء وليس أناس أقوياء، فهم محرومون من البهجة، ولن يلجأوا لاستخدام العنف، ففكرت كيف تظهر الثورة من داخلهم دون أن نفقد صورتهم الضعيفة، والحمد لله أرسل لي الله الفكرة واستطعت توجيهها بشكل موسيقي أقوم به لأول مرة، وأطلقت عليه اسم "الأفروتشينيز"، لأنه ضم مجموعة من "النوتات الموسيقية" الخاصة بشرق آسيا والـ"african beats". الحمد لله الأستاذ خالد جلال "حضني حضن مش هنساه، تعبير في منتهى الإنسانية لما حد يبل ريقك بعد ما تعبتي أوي". والأغنية من كلمات المخرج خالد جلال.

دعنا لا نتحدث بالترتيب الذي ظهرت عليه الأغاني في العرض ونقفز لأغنية الختام "دوري".. هل احتاجت منك نفس المجهود الذي تطلبته أغنية "المحاكمة"؟

أتعبتني جدًا، وكانت كواليسها من أعظم الكواليس التي لن أنساها طوال حياتي، دخلت بسببها في سبع حالات نفسية بسبعة ألحان، واستبعدت بعضها من نفسي والبعض الآخر استبعدهم المخرج خالد جلال، وفي النهاية استقرينا على اللحن الثامن، وقبل تنفيذها كانت مرسومة أمامي بالكمنجات والجيتارات وصوت الناس الذين يغنون، لكن المشكلة أنني فقط من أرى الصورة كاملة في خيالي، وعندما طلب المشاركون تغييرات طلبت أن أجلس أولا مع شريكي ورفيق الكفاح الموزع أحمد طارق يحيى، الذي اقترح عليّ استخدام إيقاع الهاوس وحاولنا بالفعل لكن وجدنا أن اللحن "بيبوظ" وبننسى الجمل اللحنية، فتوقفنا واخترنا أن يتم تنفيذ ما لحنته على الجيتار بنفس الإيقاع.

وكيف كان الانطباع الذي جاءك على "دوري"؟

شاهدت الفرحة في عيون أعضاء لجنة المشاهدة من الرئاسة، فالعرض محمل بالمشاعر، الجمهور يعيش في حالة من الحزن والمزاج الكئيب حتى تأتي "دوري" تغير هذا الحال، كذلك رأيت الفرحة في عين أستاذي خالد جلال وتنفست وقتها الصعداء. الأغنية كلمات عماد عبدالمحسن وتوزيع أحمد طارق يحيى.

وبعد تقديم المسرحية جاءني عرض من رجل إيطالي يشارك في منتدى شباب العالم بالرسم على الرمال، وطلب مني أن أذهب معه إلى إيطاليا لنقدم معًا "لايف شو" على أغنية "دوري" أنا أغنيها وهو يرسم كلماتها بالرمال، وكانت أول مرة في حياتي أيضًا أسمع هذا الكم من الجمهور المتأثر بعمل ويخرج وهو يردد كلماته ويغنيه.

وماذا عن أغنية مشعل الثورات "اطلعوا زي القرود"؟

من كلمات محمد بهجت وتوزيع أحمد طارق يحيى، وهي أكثر أغنية لا أعرف كيف صنعتها، اخترت إيقاع البولكا، أغنية كلها حزن رجل مكار يرغب في تضييع الشعوب، ولم أحب استخدام التيمة الحزينة في الأغنية كلها، لأنه مكار وهذا المكر يجب أن يظهر، فاستخدمت 3 إيقاعات: البلوكا والمارش العسكري وفي الاخر في جملة "متخافوش على أكل عيشكم،" جعلتها بدون إيقاع.

وما هي الأغنية الرابعة التي قدمتها في العرض؟

أخر أغنية كانت بعنوان "أنا صياد" وقدمها "بابا نويل" الشخصية الرئيسية في العرض، كلمات عماد عبدالمحسن، وتوزيع أحمد طارق يحيى.

وقفت من قبل أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي.. فهل اختلف إحساسك هذه المرة؟

إحساسي مختلف بالطبع، المرة الأولى كنت أقف أمامه كممثل، هذه المرة أتحمل ولو بقدر بسيط مسؤولية عرض يحمل اسم مخرج كبير مثل خالد جلال، ويشاهده رئيس بلدي وضيوف بلدي من كل أنحاء العالم، ونحن الشباب عندما نتحمل مسؤولية عمل بهذه العظمة نعيش في منتهى القلق، وهذه الأعمال في كل الدول يقوم عليها ملحنين الصف الأول، لكن المخرج خالد جلال وثق فيّ ومنحني شرف أن أكون شريك أساسي في العمل.

لكن اختيار عناصر شابة يتماشى مع أهداف المنتدى الذي يحمل اسم "شباب العالم"؟

صحيح، وهو دليل مصداقية المنتدى، الذي يقوم عليه عناصر شابة تحت إشراف أصحاب الخبرة، فهم الترمومتر.

كيف تقيّم مشاركتك في "المحاكمة" بعد انتهاء التجربة؟

"المحاكمة" من أكثر العروض التي أتعبتني ذهنيًا في اختيار نوع الموسيقى، فخور بمشاركتي وسعيد بالتجربة، وأتمنى عرض المسرحية في كل دول العالم لأنها رسالة مهمة للإنسانية، وأشكر جدا سيادة الرئيس على الفكرة العظيمة الخاصة بمنتدى شباب العالم. وبعد "المحاكمة" بات لدي طموح بالتعاون مع كبار نجوم العالم مثل شاكيرا وإنريكي إجلاسيس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان