إعلان

غضب في الوسط المسرحي.. لماذا حجب المهرجان القومي جائزة أفضل مؤلف؟

03:16 م الأحد 30 يوليو 2017

كتبت-رنا الجميعي وشروق غنيم:
مع إعلان لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح في دورته العاشرة للجوائز، الخميس الماضي بدار الأوبرا، جاء قرار حجب جائزة المؤلف صادمًا، قوبل القرار بانسحاب محمود جمال، مؤلف عرضي سينما 30 ويوم أن قتلوا الغناء، فيما قالت اللجنة كلمتها "عدم وجود نص مسرحي مناسب"، أثار القرار غضب الكثيرين، يُحاول التقرير هنا تناول وجهات النظر المختلفة.

بأحد مشاهد مسرحية "سينما 30" يقف مأمور القرية وشيخها أمام "حتة الحديدة"، ألا وهي كاميرا تصوير سينمائي، يقرروا منعها ومصادرتها، تحكي المسرحية عن كيفية تغيير السينما لنفوس الناس من خلال وصول مخرج إلى قرية. برأي "محمود جمال"، مؤلف العرض، إن لجنة التحكيم قامت بفعل مماثل للسلطة في العرض المسرحي "هما كمان صادروا"، ويوضح المؤلف لمصراوي أن حجب الجائزة يعني بالنسبة له "إن كل المؤلفين مبيعرفوش يألفوا".
يستنكر أبو العلا السلاموني، رئيس لجنة التحكيم وصف "المصادرة"، حيث يقول لمصراوي "نحن لا نصادر على أحد"، لكن من حق اللجنة تنفيذ ما تراه واجتمع عليه أعضائها.

يُشارك بالمهرجان أكثر من ثلاثين عرضا مسرحيا، بين نصوص أصلية ومقتبسة، وحاز عرض "يوم أن قتلوا الغناء" على أفضل عرض بالمهرجان، بالإضافة إلى أربعة جوائز أخرى منها أفضل إخراج للمخرج "تامر كرم"، ولذلك انتاب كرم التعجب مع إعلان لجنة المهرجان بحجب جائزة أفضل مؤلف "ازاي عرض ياخد خمس جوائز يكون نصّه ضعيف"، بينما يُوضح السلاموني أن العرض حاز على خمسة جوائز تعتمد على الشكل، وهو الإخراج والديكور وأزياء والإضاءة والعرض نفسه، لكن لم يكن العرض جيدًا من ناحية المضمون، حسب قوله.

في نفس الوقت يستنكر كرم كيفية فوز "مروة عيد" بأفضل أداء تمثيل نسائي منفرد عن مسرحية "واحدة حلوة"، والمسرحية تعتمد على النص في الأساس "ومن غيره الممثلة مش هتأدي الدور بشكل جيد" حيث ينتمي العرض إلى نوعية "المونودراما"، ويصف كرم قرار اللجنة بأنه " محبط لأي محاولة شبابية للتأليف المسرحي"، ويقول بناءً على تجربته الشخصية إنه يحاول الاعتماد على المؤلفين المصريين في عروضه المسرحية أكثر من النصوص العالمية، كما يضيف "أنا ضد الحجب لأي جائزة طالما موجودة في اللائحة، ومن الممكن أن تمنحها لمن هو أفضل في السِباق".

قبل إعلان حجب الجائزة، جاءت توصيات لجنة التحكيم، التي قيل فيها "لاحظت اللجنة أن لدينا همومًا وطنية لم نجد لها صدى قوي في هذه العروض"، يقول السلاموني لمصراوي، إن العروض المسرحية المُشاركة لم تهتم بقضايا الواقع كالإرهاب، كما اعتبر أن حتى العروض التي قدّمت ما يلمس الواقع، وأعطى مثالًا بعرض "يوم أن قتلوا الغناء" الذي يُناقش قضية التطرف، به العديد من الأحداث غير المبررة دراميًا.

على الجانب الآخر يصف الدكتور حازم عزمي، الناقد المسرحي، الوضع الحالي للتأليف المسرحي في مصر بأنه "في حالة مخاض"، وقد يكون غير مكتمل "لكن هناك محاولات جادة من شباب لديهم موهبة ورؤى مختلفة"، إذا مُنِحت الرعاية سيكون لها مستقبل باهر.

من بين توصيات اللجنة أيضًا تصرفات تتعلق بأداء الممثلين قبل العرض وانفعالات الجمهور "لاحظت اللجنة شيئًا غريبًا أن بعض الفرق تبدأ عروضها بالتصفير وأن الفرق استبدلت تقاليد المسرح بشعارات دينية وتكبيرات"، يذكر السلاموني أن للمسرح أصول يفترض اتباعها "المسرح مكان مقدس، يوسف وهبي كان بيوقف العرض لو حد من الجمهور قال كلمة في وسطه".
بينما يصف جمال فِكر أعضاء اللجنة بـ"أوصياء على المسرح"، في حين أن لا أحد يملك ضبط الجُمهور الذي بدأ بالتزاحم مُجددًا على العروض المسرحية بعد أعوام من الكسل "المسرح اتحول لحدوتة شعبية، حتى أيام حفلات الست كان واحد يقف يقول عظمة على عظمة".

من ضمن الانتقادات الموجهة لأعضاء لجنة التحكيم أنهم من جيل الكبار الذين يُحاولون فرض سيطرتهم، ويرى عزمي أن الأزمة نابعة من استبعاد الأجيال المُهيمِنة على المسرح المصري لأي محاولة شبابية تحاول تطوير النص، إذ يبدو أن هناك أجيالًا غير قادرة على تقبّل أن لكل زمن متطلباته، على حد تعبير عزمي.
ويتمنى الناقد المسرحي أن تكون معايير لجان التحكيم نقدية وليست شخصية، وأن يكون بها تمثيل أكثر توافقًا لمختلف الأجيال، فضلًا عن تبنيها النقاش بدلًا من الحجب.
ليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها حجب جائزة المؤلف، حدث ذلك أيضًا عام 2014، بعد عام من عودة المهرجان القومي للمسرح للحياة بعد ثورة 25 يناير، يذكر عزمي أن وقتها شعر الوسط المسرحي للشعور بالغضب بسبب إصدار أحكام نهائية دون مبررات، عامين من أصل خمسة أعوام تم حجب جائزة المؤلف فيهم، يقول السلاموني ضاحكًا "احنا كدا عندنا أغلبية تلات سنين متمش الحجب فيهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان