هشام نزيه: موسيقى "العهد" مستوحاة من الجحيم..و"أحمد ذكي قالي هتبقي حاجة كبيرة" - حوار
حوار: هدى الشيمي ونسمة فرج:
تصوير: علياء عزت:
وجد الملحن والمؤلف الموسيقي الأمريكي ليه باكستر أن الموسيقى الجيدة يجب أن تكون قائمة على الابتكار، ويبدو إنه لم يكن الوحيد المقتنع بذلك، فهناك هشام نزيه، الملحن الموسيقي الذي أثار جدلا كبيرا خلال السنوات الأخيرة الماضية، لألحانه الموسيقية التي صاحبت مسلسلات دسمة، وكانت أحد اسباب نجاحها وانتشارها، بداية من "نيران صديقة" ثم "السبع وصايا"، و"العهد" هذا العام، ولم تكن تلك الألحان الأولى لهشام نزيه، فسبق له تقديم أعداد من الموسيقي التصويرية التي علقت في أذهان البعض، ولم يعلموا أنه صاحبها، الذي قلق وسهر ليالي لكي تخرج من بين يديه، بشكل يليق بجمهور يحترمه ويقدره، لذلك حرص مصراوي على محاورته.. فإلي الحوار:
قدمت أعمالاً أحدثت جدلاً كبيراً وحققت نجاحا ساحقا.. فكيف بدأت العمل في الموسيقي وخاصة إنك لم تدرس؟
إذا سٌئل أي موسيقي في الدنيا، حتى الذين درسوا كيف أو متى بدأوا العمل في الموسيقي، سيكون الرد صعب عليهم، لأن الموسيقي تشبه فكرة أن يكون الشخص أهلاوي، أو زملكاوي، لا اعلم كيف بدأت أو متى، لكن ما أعلمه إني أحببت الموسيقي منذ صغري.
وما الموسيقي التي استمعت إليها في صغرك؟
"البيتلز" سمعتهم كثيرا، وخاصة لأن والدي كان يحبهم، وحتى الآن ما ازال اسمعهم، وكنت اسمع "ستينج"، ولفترة استمعت "بينك فلويد" بكثافة؟
استمعت للموسيقي الغربية بكثافة.. فهل ذلك يعني تفضيلك الموسيقي الغربية عن الشرقية؟
لم يكن لدي هذا التصنيف أبدا، الموسيقي التي تعجبني اسمعها، ولم اعتبر مصر أبدا كيان منفصل عن باقي العالم، واكبر إهانة لمجتمعنا إننا نعتبره منفصل عن العالم، لأننا إذا اعتبرنا نفسنا مختلفين عن الذين يحدث بالعلم، سيكون الوضع كارثي، واسأل نفسي دائما لماذا نعتبر أنفسنا مختلفين؟ ونرى الآخرين كالكائنات الفضائية؟، لذلك لم أنظر ابدا للموسيقي أو الأفلام الغربية، وكأنها منفصلة عنّا، أو مختلفة، فالموسيقي موسيقي لا تتجزأ، من الممكن أن نستمع لموسيقي هندية وتعجبنا، أو يستمع أوروبي لموسيقي مصرية، وتنال اعجابه، ولا يقول إنها موسيقية شرقية لن اسمعها، وفي النهاية الفن الجيد عابر للقارات، وإلا أننا لما كنا سمعنا أبدا عن موزارت، أو بيتهوفن، وبالمثل في الفن التشكيلي، وكل أنواع الفنون.
غالبا يعارض الأهل فكرة عمل ابنائهم في الموسيقي.. هل رحبت أسرتك بحبك وعملك في هذا المجال؟
كانت الموسيقية باستمرار في بيتنا، ووالدي ووالدتي أحبوها بشدة، واستمعنا إليها في كل مكان، في المنزل أو السيارة، ولم يمنعوني من الموسيقي، كانور مرحبين جدا بحبي للموسيقي، مثل أي أسرة، ولكن في فترة من الفترات، وهي فترة الاختيار، سألوني ماذا ستعمل؟ وماذا تريد فعله في المستقبل، وأثناء فترة دخولي الجامعة قالوا لي، "خد شهادة وبلاش موسيقي دلوقتي.. وبعد ما تخلص اعمل اللي انت عايزه"، وبالفعل دخلت كلية الهندسة، واتخرجت منها، ولكن دراستي لم تمنعني أبدا من العمل في الموسيقي، فكنت أعزف في فرق موسيقية.
ومتى كانت انطلاقتك الفنية الحقيقية؟
أول فيلم روائي طويل ألفت له موسيقي كان "هيستريا"، لأحمد ذكي، وكنت في البكالوريوس، وبعدها "الكلام جاب بعضه".
كيف رٌشحت لتأليف موسيقي فيلم هيستريا؟
كنت وعادل أديب مخرج الفيلم أصحاب، وهذا الفيلم كان أول إخراج له، والوضع دائما يكون أن مخرج شاب يتعرف على مونتير شاب، وملحن شاب، وأحلامهم تكون متشابهة، وبترقبهم لبعض، فيحبوا نفس الأفلام والموسيقي، ويكونوا فريق، حتى قبل المشاركة في أي عمل، ثم يحدث بعد ذلك إن أحدهم يٌعرض عليه أحد الأعمال، ويكون هذا الشخص غالبا المخرج، فيطلب من المنتج مشاركة اصدقائه الشباب معه، وهناك منتجين يوافقون، وأخرين لا، وهذا ما حدث في هيستيريا، وكان فيلمنا جميعا الأول.
أحمد ذكي وصفولي الصبر- فيلم هيستيريا:
معروف عن أحمد ذكي تدخله واهتمامه بكل تفصيلة في أعماله.. فهل فعل ذلك معك أثناء العمل على هيستريا؟
لا.. ولكني كنت أجلس في الاستديو بعد الانتهاء من موسيقي، فأعطتني المنتجة ناهد فريد شوقي الهاتف، وقال لي "خد كلم"، فوجدته أحمد ذكي، وقال لي "أنا جيت الاستديو وسمعت الموسيقي، وخد بالك من إللي هاقولهولك ده، كان وشي حلو على مودي الإمام، وياسر عبد الرحمن، وأنت هاتبقي حاجة كبيرة"، ثم التقينا بعدها قبل وفاته تقريبا بسنة، وكنا في إحدى المهرجانات وتسلمت جائزة عن فيلم "تيتو"، ووقفت على المسرح، وحصل هو على جائزة أفضل ممثل، ونظر إلي وكأنه يذكرني بكلامه الذي قاله لي من قبل.
هل ساعد عدم دراستك الموسيقي بشكل احترافي على العمل بالمزيد من الحرية وعدم وضع الألحان في قوالب معينة؟
سمعت هذا الرأي عني من أشخاص دارسين للموسيقي، فكنت في البدايات مستاء لعدم دراستي للموسيقي، فمثلا كان هناك أشياء لا أعرف اسمها، أو أرغب في قول شيء ما للعازفين ولا اعرف كيف، وكانت هناك موسيقي بداخلي أريد انتاجها ولم استطع تطبيقها، ولكن قال لي البعض إن عدم دراسات للموسيقي ساعدني على عدم الالتزام بالقواعد، أو عد وضع حدود أو حواجز، أو بالبلدي "أغلط وأعك وأنا مطمن"، وأنا ميّال لتصديق هذا الرأي، ولكن بعد فترة بالخبرة والدراسة، والقراءة المستمرة، وبكثافة عن الموسيقي التصويرية والأفلام ككل، والديكور والإخراج وكل شيء، ومعرفة ما الجيد وما السيء، وما التجاري وما الناجح، وما الذي يعجب الناس، تغير الوضع.
ارتبط اسمك بالأعمال المميزة.. فكيف حدث ذلك؟
بالحظ.. بالفعل كنت مقرر ألا أعمل في أفلام لا استطيع مشاهداتها، وهناك أفلام لا ارغب في أن تكون موجودة من الأساس، لأن عملنا خطير جدا، حتى بدون ادراكنا، وعلى سبيل المثال، كيف عرفنا أن هذه الموسيقي جيدة، أو غير جيدة، أو أن الملابس جيدة أو غير جيدة، أو الأكلة حلوة أم لا، بالتأكيد من أول شيء فعلته أو قٌدم إليّ، وبناء على أول شخص قدم لي هذا الشيء، وإذا كان هذا الشخص غير أمين، سيتسبب ذلك في تشويه ذوقه، وهذا يتمثل على كل شيء، الموسيقي والسينما والأزياء، وكل الفنون، وإذا قدمت مثلا موسيقي "حلوة"، وسمعها ألف شخص، سأكون ساهمت ألف مرة في تشكيل ذوقهم، وإذا كانت سيئة، ستشوه أذواق وسلوك أعداد كبيرة.
وما معايير اختيارك للأعمال الفنية التي تشارك بها؟
أول معيار لدي في اختيار الأعمال، ضرورة تقديم موسيقي متحمس لها، أو الشعور بأنني لم أذهب لهذه المرض من قبل، أو لم اقدم هذا الصوت، وإني سأقدم على مغامرة جديدة، لا اهتم بالاختلاف، ولم يكن أبدا أحد مهم بالنسبة لي، ولكن الشغف أو الفرحة بعمل شيء جديد مهمين جدا، كما أن إثارة الدهشة مبدأ من مبادئ الفن، فإذا لم كان المنتج الفني مثير لدهشة المتلقي، سيكون منتج خامل، أما المعيار الثاني، فهو أن تكون الأعمال التي أشارك فيها جديدة فعلا، وألا نكون ندّعي أو نمثل على الناس، وألا نتعامل مع المتلقيين وكأنهم لا يفهموا، لأن جموع الناس تفهم جيدا، وبالتأكيد هم أذكي من الشخص الذي يجلس بمفرده ويؤلف، ونحن كشعب مصري نعي جيدا، وقدماء جدا في عالم المشاهدة والسمع، وجدود أهالينا "كانوا سميعة ومشاهدين جيدين"، لذلك يجب ألا يكون الفن الذي اقدمه غريبا والسلام، بل أن يكون جديدا فعلا.
موسيقي فيلم السلم والثعبان:
قدمت أعمالا فنية مختلفة ومتنوعة من كوميديا لرومانسية وإثارة وتشويق.. فما أكثر نوع يستهويك؟
لا انحاز لنوع موسيقي معين، وقد يرجع ذلك لعدم دراستي للموسيقي، فمثلا ممكن أخطأ، والخطأ أحيانا يصدر عنه نتائج إيجابية، على سبيل المثال، لم أقل أبدا أن الجاز أفضل من الروك، او أنه أفضل من التانجو، أي نوع من المزيكا أقدره وأحبه، ولا يوجد نوع "مش ستايلي"، الشيء المختلف عني أو البعيد عن شخصيتي، هو الذي أرغب في ألا يستمع إليه الناس أبدا.
وكيف تستطيع تأليف الألحان الموسيقية.. أو ما أليات التأليف الخاصة بك؟
مبدئيا الموسيقي لا تعطي معلومة، وأي حدوته في الدنيا عبار عن مجموعة من المعلومات المتسلسلة، ووقع أي معلومة علي الشخص أثناء مشاهدته للعمل، أو مدى كونها مهمة، أو مفرحة، أو حزينة، يخلقه الموسيقي، فدور أي موسيقي في أي فيلم هو نقل الإحساس، والمخرج يكون أول شخص يعلم كيف سيكون شكل الفيلم في النهاية، وأي شيء يحدث في العمل يكون تحت إشرافه، لذلك اتحدث معه في كل شيء، قبل التصوير، وبعد قراءة السيناريو، فإذا كانت الشخصية رومانسية مثلا، اسأله أي نوع من الرومانسية، وإذا كانت عنيفة فلماذا تكون عنيفة، وما الذي دفعها لذلك، ويصدر عن كل مخرج أثناء حديثه عن العمل الكثير من التفاصيل التي تساعدني.
بالإضافة إلى ذلك، فعادة ما أؤلف حدوتة موازية للعمل الذي أشارك فيه بالموسيقي، سواء فيلم أو مسلسل، وأجلس مع المؤلف والمخرج واروي لهم هذه الحكاية، مثلا مسلسل "العهد"، بعد ما قرأته، قلت لخالد مرعي ومحمد أمين راضي، إنني سأولف موسيقي عن الجحيم والصراع على السلطة، والأشخاص المتواجدين بداخل الجحيم، ومنهم من لم ييأس من طلب الرحمة، أو من يتلذذ بالعذاب، أو من ظلم، وأحيانا "افك الحدوتة"، واعيدها بتسلسل مختلف.
تستخدم آلة الكمان في كثير من أعمالك .. فما سر ذلك ؟
الكمان هي الآلة الوحيدة التي استطيع من خلالها التعبير عن الأشياء التي يصعب شرحها، فهي مثل خط يدى حيث ظن البعض اني لاعب كمان من كثرة استخدامي لها.
موسيقي مسلسل نيران صديقة:
وما اللحن الذي انتهيت منه سريعا؟ أو اللحن الذي قدمته في فترة قصيرة؟
موسيقي فيلم "هيستيريا"، في أربعة أيام ألفت الموسيقي، وسجلتها في ثلاثة أيام، فكان أسرع لحن موسيقي عملت عليه في حياتي.
في موسيقي فيلم "إبراهيم الأبيض" الكثير من التحولات والتنقلات من الحب للمشاجرات كما أنه فيلم ممتلئ بالانفعالات.. فكيف استطعت التوفيق بين ذلك ونقله؟
فيلم إبراهيم الأبيض بالأساس قصة حب، وكل أحداث الفيلم مبررة عاطفيا، فكل ما ورائه عنف خلفه انفعال وهذه القصة المشتعلة الملتهبة ولدت في بيئة من اعنف ما يمكن، وشرسة وعنيفة جدا، وإبراهيم وحورية أنفسهم عنيفين جدا، وشرسين، وهذا ما حاولت الموسيقي حكيه، وتصوير قصة الحب "المولعة" وسط بيئة كلها قتل ودم وخطف ومخدرات، وحاولت الخلط الحاد بين العاطفة والعنف، لأن هذا المجتمع عاطفي جدا، قد يشتعل إذا أهان أحدهم الأخر أو "شخط فيه"، فمشاعره تحركه، وكل شيء لديهم مبالغ فيه، ويتسم اشخاصه بالانفعال الدائم.
موسيقي فيلم إبراهيم الأبيض:
موسيقي" شربات لوز" و"نكدب لو قلنا مابنحبش" مختلفة تماما عن أعمالك الأخرى، فلما هذا الاختلاف؟
لأن تلك الأعمال مختلفة ومبهجة، و"شربات لوز" عٌرض في فترة 2011-2012، وكان العمل الوحيد المبهج في هذه العام، لذلك حقق نجاحا كبيرا، فكان المسلسل الوحيد الذي لم يتناول أحوال البلد، أو التعاسة التي عاشها المواطنين، وعندما قرأت بعض الحلقات من المسلسل وجدته عمل يتناول البهجة بكل مشتملتها، وكذلك "نكدب لو قلنا مابنحبش".
موسيقي مسلسل شربات لوز:
وفي رأيك.. لماذا علقت موسيقي فيلم "تيتو" مع الناس؟
"تيتو" أول فيلم ملحمي أؤلف موسيقاه، وأول عمل اختبر نفسي فيه بهذا النوع الموسيقي، وحدث لي في هذا الفيلم عملية تواصل مع شخصية "تيتو"، وشعرت بأن هناك علاقة شخصية بيننا، وبه شيء ما يشبهني، فوجدت إنني أؤلف لنفسي الموسيقي، ودائما أحاول خلق علاقة شخصية بيني وبين الشخصيات.
موسيقي فيلم تيتو:
صرحت بأنك تمنيت تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم "الفيل الأزق".. لماذا ؟
على المستوى الشخصي اعتبر موسيقي فيلم الفيل الأزرق هي أكبر انجاز موسيقي بالنسبة لي، فالرواية تتحدث عن الجانب المظلم الذي نخشاه جميعا، وكنت في حاجة لزيارة هذا الجانب المظلم والرواية حققت لي ذلك، وبعد الانتهاء من تأليف الموسيقي اصبحت شخص أخر، وأشعر أنها غيرت بي شيئا.
موسيقي فيلم "الفيل الأزرق":
لٌقبت بالكثير من الألقاب أخرهم "مشعوذ الموسيقي العربية"..فكيف تستقبل النقد بشكل عام؟
أحب النقد الإيجابي لأنه دليل على نجاح العمل، وأن صنّاع العمل وضعوا ثقتهم في الشخص المناسب لأنهم كان لديهم اختيارات أخري لأشخاص غيري، بالإضافة إلى اننا نبذل جهدا كبيرا، لكي يخرج العمل بشكل مميز فبعد الانتهاء "الواحد بيحب يدلع"، أما النقد السلبي الأقرب للأحكام بأن الجمهور لن يقبل هذه الموسيقي في السياق الدرامي، فأنا لا أحبه.
قدمت الكثير من أعمال الدرامية والسينمائية فهل هناك أعمال لم تتوقع لها نجاح وفأجئتك بنجاحها؟ أو خالفت توقعاتك شخصية؟
بالطبع هناك أعمال فأجتني بنجاحها مثل الموسيقى التصويرية لمسلسل "شربات لوز" و"السبع وصايا" و"العهد"، فمثلا في مسلسل "العهد" أدخلت موسيقى الأوبرا وهي موسيقى ليست معروفة لقطاع كبير من الجمهور، ولكن هناك من أثنى عليها ، وفي مسلسل "السبع وصايا" ادخلت موسيقى الروك مع الكلمات الصوفية، لأن ذلك كان من أحلامي منذ صغري، بأن اقدم هذا النوع من الموسيقى وتفاجأت برد الفعل الجمهور على الموسيقى.
تتر مسلسل السبع وصايا:
استخدمت الموسيقى الصوفية في فيلم "إبراهيم الأبيض" ومسلسل "السبع وصايا"..في رأيك ما الخصوصية التي تميز هذا النوع من الموسيقى؟
خصوصية الموسيقى الصوفية أنها قاهرية جدا فالصوت الذي يصدر نتيجة للغناء هذا النوع من الموسيقى يشبه القاهرة كثيرا، واتذكر إنني في طريقي من جامعة القاهرة لمنزلي في مصر الجديدة، هناك بعض المنازل والبيوت القديمة، وأشهر إنها إذا غنّت ستنطق بالصوفية.
موسيقي فيلم إبراهيم الأبيض:
في مسلسل "العهد" كل شخصية لها موسيقى خاصة بها .. فكيف فعلت ذلك؟
ذكاء المخرج خالد مرعي هو من وظف الموسيقى مع السياق الدرامي، وكنت احاول خلال تأليفي لموسيقى العهد الإهتمام بتفاصيل الحكايات التي كتبها المؤلف محمد أمين راضي، لأن الموسيقى لابد أن تخدم الحوار ، كما قلت سبقا عند تأليفي للموسيقى بصنع حكاية موازية للعمل، كان لي منطق وراء اختيار أنواع الموسيقى، فالموسيقي التي تخدم القصة المرسومة في خيالي كنت استخدامها دون النظر اذا كانت شرقية أو غربية.
تتر نهاية مسلسل العهد:
نلاحظ في أخر 3 سنوات الأعمال الأكثر نجاحا هي نتاج للتعاون بينك وبين المخرج خالد مرعي والمؤلف محمد أمين راضي .. فكيف صنعتم هذا المثلث النجاح؟
لا أعرف، هذا التعاون جاء بشكل عفوي جدا دون قصد، ونحن سعداء بأن الجمهور عندما يتحدث عن نجاح العمل يذكر المؤلف والمخرج والمؤلف الموسيقي وليس الممثل، فانا أشعر براحة كبير بالعمل معهم، والرحلة معهم حلوة وممتعة جدا.
صنعت موسيقى تصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات فما الاختلاف بين تأليف الموسيقي التصويرية للأفلام والدراما ؟
بالنسبة للأفلام، أقوم بالتحكم في ايقاع المشهد عن طريق الموسيقي، بعكس الدراما، والتي أقوم فيها بتأليف الموسيقي من بدايتها إلى نهايتها والمخرج يقوم بتوظيفها مع المشاهد، فهناك متعة مفقودة في الحالتين، في السينما افتقد تأليف الموسيقي من بدايتها وفي الدراما افتقد متعة التحكم في ايقاع المشهد عن طريق الموسيقى.
وما رأيك في وضع الموسيقي التصويرية الآن؟
اعتقد أن الموسيقى التصويرية الآن في أفضل حالاتها، فالجيل الحالي أوفر حظا من الجيل السابق، لان الموسيقيين والموسيقي التصويرية أصبحت موضع اهتمام المنتجين فلدينا امكانيات مادية نفعل ما نشاء، بالإضافة لاهتمام الإعلام بالموسيقى فمثلا لم أقرا حوار مع مؤلف موسيقى وانا صغير ، فالجيل السابق حفر في الصخر لكي يوجد لنا مكان ومسئوليتنا أن نرد لهم هذا الجميل واتمنى أن يكون الجيل القادم أوفر حظا منا.
ضمن جوائز الأوسكار هناك جائزة للموسيقى التصويرية .. فمتي تصل الموسيقي التصويرية في مصر للعالمية؟
عندما تصبح محط اهتمام الجمهور، وذلك من خلال عمل موسيقى تصويرية تمتع الجمهور، ونصل للعالمية عندما نعترف إننا جزء من العالم وليس منفصل عنه أو غريب ونخاطب العالم بجودة.
لحنت عدد قليل من الأغاني من بينهم "نص حالة" و"الحكاية".. فلماذا لا نرى هشام نزية كثيرا في هذا المجال؟
السبب الرئيسي هو قليل من يطلب مني تلحين الأغاني، واعتبر نفسي قدمت عدد من الأغاني في مسلسل "السبع وصايا" و"العهد".
أغنية نص حالة:
لك تجربة تمثيل في فيلم "ايس كريم في جيلم".. هل من الممكن تكرار تجربة التمثيل مرة أخرى؟
لا أنوى تكرر التجربة مرة أخرى، فلا أجد في نفسي الممثل ابدا.
هل يزعجك ان قطاع كبير من محبي موسيقاك لم يستطع التعرف عليك حتى الآن؟
بالطبع لا؛ لأنني ادعى دائما أن تكون أعمالي أشهر مني، ولا يزعجني ذلك أبدا، وأشعر أن الجمهور يتعامل معي كأني وجه جديد، وهذا يعطني فرصة مع الجمهور، وأنهم لم يتشبعوا من الموسيقي التي اقدمها، ولم يقرورا إني قدمت كل ما لدي، وكذلك أشعر بأني لم اتشبع من الموسيقي.
فيديو قد يعجبك: