إعلان

بديع خيري.. عاش ليُبدع ويُعارض

06:18 م الثلاثاء 03 فبراير 2015

نجيب الريحاني مع بديع خيري

كتب - حسين الجندي:

هو أحد أعمدة المسرح القديم، والكوميديا المصرية الصميمة، اسمه يقترن دائمًا بنجيب الريحاني، فهو المؤلف والشاعر بديع خيري، الذي قضي حياته الفنية في كتابة المونولوج والشعر، ومن بعدها كتابة المسرحيات، وكانت أولى مسرحياته بعنوان ''أما حتة ورطة'' ثم تعرف على نجيب الريحاني بعدها، وكان أول اشتراك لهما رواية ''علي كيفك''.

''بديع''، الذي ولد في الثامن عشر من أغسطس لعام 1893، بحي المغربلين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، حفظ القرآن وكتب الزجل والشعر في سن مبكرة من عمره، تزوج من السيدة روحية عبدالمعطي ابنة خالته، وأنجب منها ''مُبدع'' الذي كان يعمل مستشارًا بالسكة الحديد، وعادل خيري الذي كان يعمل محاميًا واتجه بعدها إلى التمثيل، ولكنها كانت فترة قصيرة بسبب وفاته، وسيطر الحزن وقتها علي والده بديع خيري، عندما شعر أن امتداده الفني انقطع عن الدنيا.

كانت حياة بديع خيري مليئة بالمواقف التي جعلته حزينًا في أغلب الأوقات، ودفعته ليصبح شخصًا أقوي سواءً على الصعيد الفني أو السياسي، فقد كان له موقفًا من الاستعمار الإنجليزي وقتها، مُقدمًا أعمالاً مسرحية تتحدث عن ثورة 1919 رافضًا لقوات الاحتلال، ومُحمسًا الجماهير علي الكفاح.

رفضه للاحتلال، كلفه الكثير من الجهد والاضطهاد والمنع، حينما وصله من مدير الأمن العام الإنجليزي إنذار بالنفي إلى جزيرة مالطة وتنبيهه من أجل أن يخفف من حدة حماس الكلمات التي تمتلئ بها استعراضات مسرح الريحاني.

كان يؤكد بديع خيري أن الفن لا ينعزل عن الأحداث السياسية، ففي مرة كانت تلقي أشعاره علي خشبة مسرح الريحاني خرج بعدها الجمهور مرددًا في الشوارع تلك الاشعار التي تقول: ''إن كنت صحيح بدك تخدم.. مصر أم الدنيا وتتقدم.. لا تقول نصراني ولا مسلم.. الدين لله يا شيخ اتعلم.. اللي أوطانهم تجمعهم.. عمر الأديان ما تفرقهم''.

امتلك بديع خيري صلابة، نأخذ منها ذاك الموقف الذي يحمل في مضمونه الكثير من المعاني، لكنه موقفًا واحدًا من حياة بديع خيري الطويل والممتع، معترفًا في إحدى لقاءاته أن خطأه الوحيد بأنه لم يكتب مذكراته، فكانت من أمنياته أن يكتب تاريخ المسرح في مصر لكن القدر لم يمهله، ورحل عنا تاركاً زادًا هائلاً من أعماله المسرحية بجانب أشعاره وأزجاله.

فقد الفن المسرحي علمًا من الأعلام الفنية، يوم الخميس الثالث من فبراير لعام 1966، مات بديع خيري الذي كتب أعمالاً مثل ''العيش والملح'' لسعد عبدالوهاب ونعيمة عاكف، وكتب أيضًا أغنية ''شحات الغرام'' لمحمد فوزي، ومسرحية ''سلاح اليوم''.

هو بديع خيري الذي قد يختلف معه بعض الناس حول مسرحياته التي قدمها علي الريحاني، إلا أنه بلا شك يعتبر جزءًا من الحركة المسرحية في بلادنا، ظل يكتب مخلصًا لقضيته بكل ما يملك من إصرار وعزم حتي آخر لحظات حياته.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: