يتربى في عزو.. "ماما نونا رحلت" وحمادة بعيد عن شاشات ٢٠١٧

كتبت- منال الجيوشي:
داخل أحد القصور العتيقة بالقاهرة، يعيش "حمادة عزو"، الرجل الذي يقضي وقته على ذكرى ثراء عائلته العريقة، وبرفقته تعيش والدته "ماما نونا"، في دراما صنعها نجوم كبار، غابوا عن المشاركة في سباق هذا العام، فتغيبت الأم "كريمة مختار" بالرحيل، وغاب الابن "يحيى الفخراني"، عن الشاشات، تاركا جمهورا كان ينتظر منه الجديد.
تبدأ حلقات المسلسل الذي حقق نسب مشاهدة عالية، بعرض سريع لحياة "حمادة"، ويجد المتفرج أنه أمام شخص، لا يعبأ أبدا بتصرفاته الصبيانية، على الرغم من بلوغه 60عاما، يعيش حمادة، حياته طولا وعرضا، ولا يهمه ما آلت إليه ثروته، فبعدما كان يمتلك عقارات وقصور وأموال طائلة، أضاع هذه الثروة باستهتاره وعلاقاته النسائية المتعددة.
وفي بداية الحلقات، يرتبط حمادة بفتاة تُدعى "إيناس"، تتزوجه طمعا في ثروته، وبعدها تكتشف أنها كانت تجري وراء سراب، فهو لا يمتلك سوى محل ألعاب يديره، وقصر يعيش فيه برفقة والدته، حتى أن هذا القصر، يعتبر ملكا لابنة عمه، التي تعود من ألمانيا بعد وفاة زوجها، وتطرده من القصر، ليضطر للعيش مع "إيناس" في شقتها.
وتظهر شخصية حمادة العابثة من خلال الحلقات، فهو دائم الخلاف مع ابنه الأكبر "حسام"، بسبب انفصاله عن والدته في سن صغيرة، كما تزوج حمادة عدة نساء، إحداهن خادمته، والتي أنجب منها نجله الأصغر "إبراهيم"، وإحداهن راقصة، ولكن تربطه علاقة ود بابنته "داليا" ويساعدها في الزواج من شاب فقير تحبه، بالرغم من اعتراض والدتها وشقيقها حسام.
حمادة بشخصيته العابثة الغير مسؤولة، يجد دوما من تسانده، وهي كلمة السر في حياة حمادة عزو "ماما نونا"، التي تحاول دائما إصلاح ما يفشل حمادة في عمله، وإصلاح أخطائه، ومحاولة التقريب بين حمادة وبين أبناءه، وهي سيدة يقدرها الجميع، ويكنون لها الاحترام، وتتعامل مع حمادة دائما كطفل صغير، وهي بالنسبة له سنده الوحيد في هذه الحياة.
تتسارع الأحداث، ويكتشف حمادة، أن زوجته إيناس، كانت تخدعه، بعد أن استولت على المحل الذي يمتلكه، فيقوم بالاشتراك مع ابن عمه "علاء"، في خداعها بأنه يمتلك ثروة كبيرة، لمحاولة استرجاع المحل، وبالفعل تنجح الخطة، وتقرر "نوال" ابنة عمه أن يعيش معها ومع ماما نونا في القصر مرة أخرى، ولكن بشروطها القاسية، حيث وضعت قائمة من الأوامر حتى يلتزم بها الجميع في البيت بمن فيهم حمادة.
وبعد شد وجذب، تحدث علاقة حب بين نوال وحمادة، بعد أن تتخلى عن بعض شروطها القاسية لبقاء حمادة في القصر، وتلجأ لماما نونا، لإيداع اسطوانة معها، تحتوي على معلومات خطيرة حول أبحاثها عن الذرة، حيث يحاول عدد من المتآمرين أن يستولوا عليها، فيذهب أحدهم لحمادة، الذي يمر بضائقة مالية، ويستغل ذلك بأن يقنعه أن يحضر له الأسطوانة، في مقابل مبلغ مالي ضخم، يحل أزمته.
وبالفعل يذهب حمادة لمحاولة الاستيلاء على الأسطوانة، فتنشب بينه وبين ماما نونا، مشكلة كبيرة، ويستولى على الأسطوانة بالفعل، وبعد أن يشعر بالذنب تجاه أمه، يعود مرة أخرى إليها ليجدها ميتة، فيهيم على وجهه في الشوارع، غير مصدق لما حدث، وأنه تسبب في وفاتها، وبعدها يعود إلى المنزل وهو يعاني من حالة اكتئاب شديدة، ويسانده في تخطي أزمته أبنائه الثلاثة وعائلته، وبعد أن يستوعب تلك الصدمة، يذهب لتجميع شمل أبنائه، ومحاولة إصلاح ما أفسده طيلة حياته، ويقوم بصناعة دمية تحمل اسم "ماما نونا"، عرفانا وتقديرا لها، وتنتهي الأحداث بولادة ابنته داليا، طفل تسميه باسم والدها، ويعترف حمادة لنوال أنه استولى على الأسطوانة، ولكنه لم يعطيها لأي شخص، وتسامحه على هذا الخطأ، ويتزوجا في نهاية الأمر.
حاز المسلسل على إعجاب النقاد والجمهور، نظرا للأداء الرفيع الذي قدمه بطل العمل الفنان يحيى الفخراني، كما أن شخصية ماما نونا كانت محور أحداث المسلسل طيلة الوقت، ويعتبر علامة بارزة في حياة الفنانة الكبيرة كريمة مختار، وشارك في بطولة العمل ياسر جلال، هنا شيحة، أحمد عزمي، نهال عنبر، سامح الصريطي، أشرف عبدالغفور، رانيا فريد شوقي، انتصار، علاء مرسي، ومن تأليف يوسف معاطي، وإخراج مجدي أبو عميرة، وعرض المسلسل في رمضان 2007