''الشعراوي''.. سفير راحة النفس و الطمأنينة (بروفايل)
كتبت ـ هاجر حسني:
كاريزما عجيبة تمتع بها منذ طلته الأولى، راحة نفسية تسري في القلوب بمجرد أن يترامى صوته إلى مسامعك و هو يروي في جلساته قصص الأنبياء و تفسير الآيات القرآنية، لغته البسيطة كانت أداته السحرية في تفسير كلمات الرحمن و التي سيطر بها على عقول و خواطر شريحة عظيمة من المسلمين، بانسجام و اهتمام شديدين جلس جميع من أحب ''الشعراوي'' لسنوات طويلة ليتلقوا منه صحيح الدين و سلوكيات السلف من الصحابة حتى بات أشهر من فسر القرآن منذ أن بدأ حتى وقتنا هذا.
إمام الدعاة.. هو اللقب الذي حاز عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي بعد باع طويل في تفسير القرآن و اشتهر به إعلامياً، كانت البداية عند التحاقه بالأزهر الشريف في القاهرة ثم كلية اللغة العربية في العام 1937، و من هنا نمى الحس الوطني لديه فشارك الشعراوي في مناهضة المحتل الإنجليزي آنذاك عن طريق الخطب التي ألقاها من داخل أروقة الأزهر الشريف، و هو ما عرضه للإعتقال أكثر من مرة، و بعد تخرجه عمل في عدة معاهد دينية في أكثر من محافظة ثم انتقل بعدها للعمل بالسعودية عام 1950 حيث عمل أستاذا للشريعة في جامعة أم القرى، و بعودته عين مديرا لمكتب شيخ الأزهر بالقاهرة، ثم انتقل للجزائر ليمكث هناك 7 سنوات عمل خلالها بالتدريس، و في العام 1976 أًسند إليه وزارة الأوقاف و شئون الأزهر ليستمر به لمدة عامين.
كان تفسير القرآن هو السبب الأول في شهرة الشعراوي، انتهى من تفسر أجزاء عديدة منه ما عدا الجزء الـ 30 بحسب روايات البعض و الذي حال وفاته دون اكماله، فلا يستطيع من عاصر جيل الثمانينات ألا يتذكر أحاديث الشعراوي على شاشة التليفزيون، و التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بشهر رمضان فأصبحت من أهم الملامح المميزة للشهر الفضيل.
و على الرغم من الصورة التي تسيطر على مخيلاتنا عن رجال الدين و التي توحي بالصرامة و الجدية، إلا أن الشعراوي اختلف في هذه النقطة، فمداعباته لمستمعيه أثناء جلسات التفسير أبرزت خفة الظل التي يتمتع بها و حرصه على إضفاء مناخ من البهجة على الحديث، كما أن حبه للشعر أيضا يدعم هذه النقطة و الذي ظهر من عشقه للغة بل و استخدمه في تفسيره للقرآن الكريم.
لم تنحصر حياة الشعراوي بين التفسير و الشعر فقط بل وهب التاريخ بعضا من مؤلفاته لتظل شاهدا على مسيرته، فكان من أهمها الإسراء والمعراج، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج، الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم.
17 يونيو 1998 هو تاريخ لن ينساه من عشق الشعراوي، حيث انتقل فيه من عالم الدنيا الفاني إلى رحاب الخالق لتسكن أنفاسه و لكن ظل بدلا منها صوته يتردد حتى الآن بتفسير أعظم الكتب، ليصبح سفير الطمأنينة عبر العقود.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: