إعلان

حوار- في ميلاد "العندليب" الـ90.. المايسترو هشام جبر يحكي كواليس "ليلة عبد الحليم" بلبنان

07:22 م السبت 17 أغسطس 2019

حوار-رنا الجميعي:

من قرية الحُلوات بالشرقية قدم عبد الحليم حافظ، الذي يرتبط اسمه بذكريات الحب ومشاعر الهيام في الحب لأول مرة، ذلك الرجل البسيط صار واحد من أيقونات الغناء المصري، ويظلّ اسمه مذكورًا على مدّ الزمن، فيتذكره مُحبوه في جميع بقاع الأرض، وأحدثها كانت لبنان، على مُدرج بعلبك تحديدًا كان الاحتفال بذكرى ميلاده التسعين، برئاسة المايسترو المصري هشام جبر.

"ليلة مع عبد الحليم".. بتلك التسمية الرقيقة قُدمت أغاني العندليب الأسمر تحت سماء بعلبك، بحضور ثلاثة آلاف شخصًا، في العشرين من يونيو الماضي، بصوت الفنان محمد عساف الفلسطيني ونهى حافظ ومحمد شوقي المصريين.

على مُدرجات معبد باخوس، اتخذت لجنة "مهرجانات بعلبك" منذ العام الماضي ميلًا نحو تكريم الفنانين الكبار، السنة السابقة كانت لكوكب الشرق أم كلثوم، تحت عنوان "بعلبك تتذكر أم كلثوم"، المُشترك الثاني في الأمر أنها كانت من إعداد وقيادة المايسترو جبر أيضًا، الفنان الفائز بوسام الفنون والآداب بدرجة فارس، حاوره مصراوي ليقف على كواليس الحفل الممتع الأخير وخلفية إعادة تقديم التراث العربي، وإليكم نص الحوار.

هل كان تقديم حفل عبد الحليم استثمارًا لنجاحكم العام الماضي مع أم كلثوم؟

نعم، بالفعل كان استثمار لنجاح حفل أم كلثوم، بحثنا وراء التراث الموسيقي العربي، ولم نجد أجدر من تقديم عبد الحليم حافظ لتكريم مسيرته.

متى بدأتم الإعداد للحفل؟

بعد حفل أم كلثوم مباشرة، الإعداد كان مُعقدًا، فالحفل موسيقي سينمائي، في البدء فكّرنا في اختيارات الأغاني، وكلها متعلقة بأفلام قدّمها عبد الحليم، لذا كان يجب على المهرجان الحصول على حقوق تلك الأفلام، وحق عرضها في الحفل، أما الجزء الرئيسي في مسألة التحضير، فهو كيفية إعادة صياغة الأغاني وتحويلها لشكل أوركسترالي سيمفوني غنائي، حيث الجهد الذي يصاحبه قيادة أوكسترا سيمفوني مع مغنيين شرقيين مع كورال مرافق "وده أخد شهور طويلة".

1

قدّمتم في الحفل 12 أغنية، استحوذ فيها فيلم "معبودة الجماهير" على ثلاث، فما هو الذوق المُسيطر على اختيار تلك الأغاني؟

لا أختار الأغاني بناء على محبّتي لها، بل هناك اعتبارات عديدة منها استطاعتنا الحصول على حقوق الأفلام المعروض بها تلك الأغاني، ويجب أن تكون الأغاني المقدمة عبارة عن "توليفة" متناسقة "لأن فيه أغاني كتير حلوة بس متنفعش مع بعض".

هل ممكن عقد مقارنة بين الحفلتين؟ أم كلثوم وعبد الحليم، ما الاختلاف بينهما؟

طابع الحفلتين مُختلف، قدّمنا عبد الحليم في طابع موسيقي سينمائي، استثمرنا فيها رصيد أفلام العندليب، حيث قام المخرج المصري أمير رمسيس باختيار مُناسب لمشاهد من أفلام الأغاني، لتظهر بشكل مُتناغم مع الأغاني، لم تكن بمثابة اقتطاع مشهد الاغنية من الفيلم، بل كانت المشاهد معادل بصري للأغاني.

كما كانت التحضيرات لحفلة عبد الحليم أعقد من سابقتها، والجزء التقني مليء بالتحديات التي تمكنا من النجاح فيها، ولم تكن المهمة سهلة على مستوى قيادة الأوركسترا، العام الماضي تعاونا مع أوركسترا الوطنية لموسيقى الشرق عربية في لبنان، وغنّى حفل أم كلثوم المطربتين المصريتين، مروة ناجي ومي فاروق، أما هذه السنة تعاونا مع أوركسترا راديو رومانيا وأضفنا لهم موسيقيين من مصر "وكان فيه تحديات التوفيق بينهم كأعضاء جديدة مزروعة في الجسم".

2

كيف يُمكنك وصف تجربتك الخاصة بإعادة تقديم التراث؟

أظن أنها مغامرة جميلة وشيقة، تجربة مثيرة جدًا، لأن أنا مُوسيقيّ قادم من خلفية غربية أوركسترالية "بس الدم بيحن زي ما بيقولوا"، لا يوجد عربي غير ملم بأغاني حافظ، كما أن تلك التجربة حوّلتني من موسيقي غربي محترف وسمّيع غاوي عبد الحليم وأم كلثوم إلى موسيقي غربي شرقي "أتمنى إني أكون وفقت في بناء جسر بين الموسيقى العربية والغربية".
وقد يكون استخدام مفهوم اعادة تقديم التراث اختذال مُخلّ لما نفعله، نحن لا نُعيد تقديمه بل نُعيد صياغة التراث بتقديمه في قالب أكثر عالمية، حتى يلقى قبولًا لدى قطاعات مختلفة من الجمهور.

3

لمن تميل أكثر، أم كلثوم أم عبد الحليم؟

بشكل احترافي قد أكون أقرب لموسيقى عبد الحليم، خاصة مع الموسيقى المُطعمّة لديه بأشكال غربية أكثر، لكن أنا أعلنها صراحة أنا واحد من دراويش أم كلثوم، مجذوب بها وبموسيقاها وأغانيها، رغم أني تعرفت عليها في فترة متأخرة من حياتي.

خلال التحضير لليلة عبد الحليم. ما هي الأغاني التي أخذت منك مجهودًا أكبر؟

أصعب الأغاني هي أجمل الأغاني في نظري وذوقي أنا، اخترت من فيلم معبودة الجماهير ثلاث أغنيات، وهم الأكثر جهدًا، "جبار"، "بلاش عتاب"، و"حاجة غريبة".

4

أحد العناصر المهمة بأي حفل هو الجمهور، كيف كان حال جمهور بعلبك خلال ليلة العندليب؟

شعرت بسعادة غامرة يُلقيها جمهور بعلبك نحوي، كان واضح رغبتهم في سماع الموسيقى الجيدة، حتّى أن كثير منهم سافر مدة الساعتين لحضور الحفل "مواقف زي دي تملأ الفنان بالعرفان ويحس بجميل كبير تجاه هذا الجمهور".

5

قدّمت حفلات عديدة في لبنان، صف لنا شعورك تجاه بلد الأرز.

لبنان هي البلد الوحيدة التي لا أشعر تجاهها بغيرة شوفينية كموسيقى مصري، شرفت بالتعامل مع أهم الموسيقيين وقامات الغناء في لبنان، قدمت حفل مع الفنان مارسيل خليفة في مقدونيا، كما دعوته لتقديم حفلتين في مصر وقدمتها معه، كما تكرر التعاون مع الفنانة غادة شبير في مرات عديدة.

6

مسرح بعلبك من المسارح الشهيرة في الوطن العربي، ما هي المسارح الأخرى التي تحلم بتقديم حفلات عليها؟

الوطن العربي ملئ بالمسارح القريبة من قلبي؛ على رأسهم مسرح مهرجان بعلبك، ودار الأوبرا السلطاني في عمان، والمسرح الوطني في البحرين، كما أطمح في التواجد في صلالة بسلطنة عمان، وجرش في الأردن، وبيت الدين في لبنان، وتونس التي تحفل بمهرجانات فنية عريقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان