لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- ياسر المناوهلي: أول أغنية كتبتها سنة 85 والشهرة جت غصب عني بعد "قلة مندسة"

03:10 م الثلاثاء 11 أكتوبر 2016

ياسر المناوهلي

حوار-إشراق أحمد ودعاء الفولي:
في كلماته البسيطة لأبنائه، يروي لهم عن الثورة، حلم التغيير، مصر الأفضل. يوصيهم بكلمات "خليك مصري" رغم أن أول ما أبصرته عينيه كانت بلد النشأة، الكويت. يُنحّي عباءة الأب قليلا ليصبح مُغنّي لكنه لا يخلع رداء الثورة، يهدهدها في أغنياته اللاذعة. ينتقد مَن خانوها، يسخر من اتهاماتهم، فيحكي عن "القلة المندسة" التي انضم لها بميدان التحرير. يحتقر استهتارهم بالمواطن، فيغني عن "ريما" التي عادت دون تغيير لتحكم. أو يُرثي لحاله بعد خمس سنوات من ثورة يناير فيدندن "طلعت قفة".

لا يُحب ياسر المناوهلي كلمة فنان. يرى نفسه هاويا. مواطن يقول ما يستشعره، "والجيتار" صديق حميم، يعزف عليه بتلقائية العارف دون تكلف معرفة الأشياء بمسمياتها. شخصٌ كان لديه كلمات ليعبر بها عن رأيه، فصار على إثرها مشهورا بأغانيه. هو ممن اكتشفهم الجمهور عقب عام 2011، فظل على طريق الغناء والتلحين وكتابة الأغاني، حتى توقف في 2014، ليعود في أغسطس المنصرف بأغنيتين "طلعت قفة" و"زنزانة". مصراوي حاور "المناوهلي" عن تفاصيل الغناء والثورة والسياسة.

 ثمة فرق عامين بين أغنية "ريما" وآخر أغنيتين لك.. لماذا؟
في تلك الفترة كنت متواجد بين مصر والبوسنة، أحاول تعويض ما فاتني في عملي الأساسي (التجارة). لم يسمح الوقت أو الظروف بعمل أغاني جديدة، وإن كان تأليفها لم يتوقف، وعندما أُتيحت الفرصة بدأت في العمل على أول أغنيتين والبقية تأتي.

الكليب الأخير "طلعت قفة" تم تصويره خارج مصر.. لماذا أيضا؟
تم التصوير بالخارج لأن ذلك اختيار الشركة المنتجة التي تعاقدت معها لتنفيذ الكليب. ولم أعترض، لكن طلبت ألا يتم إذاعتها قبل عودتي إلى مصر، لحرصي على عدم فقدان أي مصداقية عند المتابع، ولقطع الطريق على حجة "بتنتقد من بره مصر".



هل تعبّر أغنية "طلعت قفة" عن إحساسك كمواطن؟
 طلعت قفّة وأي أغنية غيرها أكيد تعبر عن إحساسي كمواطن، وإلا لن أقولها.

هل يتأثر اختيارك للمكان الذي ينشر أغانيك بتوجهه السياسي.. وما معاييرك لهذا؟

بالطبع توجه المكان يُشكل فرقا. فالتلاعب بالأغاني أو تغيير كلمة فيها خارج أي نقاش أو تفاوض  لا يتم إلا إذا اقتنعت به. ولعل ذلك ما جعلني أختار التلفزيون العربي دون غيره. إذ لمست فيهم المهنية والاحترام والتقدير الشخصي الكبير لي، ولأن من تعاملت معهم هم من أبناء ثورة 25 يناير والمؤمنين بها.


ذكرت في 2014 في أحد الحوارات التليفزيونية أنك تُعاني من تمويل أعمالك.. فهل المشكلة لاتزال قائمة؟
مازالت الأزمة موجودة في بعض الأغاني التي تحتاج لإنتاج ضخم نسبيا وربما يتم حل ذلك قريبا، لكن حتى ذلك الحين هناك مشاريع فنية عالقة في ذهني لن أستطيع تنفيذها.

ظهرت مغني يكتب ويلحن ما يقدم.. حدثنا عن قصتك مع الكتابة؟  
اعتدت أن أكون "سمّيع" فقط لكل فنون الغناء، لذا لم يأتِ ببالي أن أصبح مُغنيا. وحين بدأت الكتابة لم أفكر في إخراج الناتج للعلن. "أول مرة كتبت كان في أولى جامعة سنة 1985.. ودي كانت في نظري أجمل أغنية عندي واسمها (لو قلتلك) وعمري ما فكرت أني اخرج الأغاني للعلن بل كنت حريص على عدم خروجها عن دائرة أصحابي المقربين لأن الجيتار كان دايما بالنسبة لي مستودع أسراري والأجندة اللي بسجل فيها خواطري".

وما سبب تعلقك بالجيتار واعتماد جميع ألحانك عليه؟
في الصغر أُصبت في أحد قدميّ بشلل جزئي، فكنت أسافر كل صيف لعمل علاج طبيعي في يوغوسلافيا، كان الجيتار- بخلاف أصدقاء الطفولة هناك- رفيقي في بتلك الرحلة "بدأت ألعب فيه من وأنا عندي 12 سنة.. وافتكر رجلي وهي في الجبس مرفوعة وأنا بعزف ونايم على ظهري في المستشفى.. الجيتار ساعتها بات في حضني شهور".

وماذا عن أول مرة غنيت فيها أمام جمهور؟  
"كان في فرح واحد صاحبي في التسعينات، وجالي واحد بقميص فوشيا بعدها (في الفرح) يقولي الفنان فلان معجب قوي بأغانيك ومنتظرك بكره في رمسيس هيلتون لأنه مستعد يغنيها.. فقولتله روح قول له اللي عايز حاجه يروح لها، وأنا متنازل عن الشرف العظيم ده"، وعموما كنت أغني وأنا أصغر سنا ولكن في المنزل فقط وفي ركن خاص بي، ولا أتذكر أن والدي أو والدتي قطعا عليّ تلك الخلوة ليطلبوا مني التوقف.  


 
ما الذي يُلهمك للغناء أو كيف تأتيك أفكار الأغاني؟
"مش عارف. الأفكار بتيجي لوحدها". والإلهام يأتي عن طريق ما يثير مشاعري سلبا أو إيجابا أو غضبا أو فرحا أو إحباطا..إلخ.

كيف جاءت شهرتك بعد ثورة يناير 2011؟
بدأ الأمر رغما عنّي، بعد أن سجلت "قلة مندسة" بإحدى الشركات لأصدقائي المسافرين، ثم وضعت الشركة الأغنية على موقع يوتيوب، وتم إذاعتها في نفس اليوم ببرنامج "آخر كلام" ليسري فودة، ثم جاء طلب استضافتي بنفس البرنامج، الذي كان الوحيد المُفضل لي وقتها "وبعدين استحليتها واتزحلقت في الغنا".



ولماذا لم تُغنِ إلا بعد الثورة؟
 لأَنِّي طول عمري حريص على خصوصية العلاقة بيني وبين جيتاري زي ما قلت، لكن الثورة كانت تستاهل كسر الخصوصية، والجيتار ماعترضش على ده خالص وباحسه عايش معايا حلمي بالبلد.

إذن تعتقد أن الثورة كانت سببا في معرفة الناس بك؟
لم يكن لي يد في الظهور بعد الثورة ولم أسعَ لذلك، لكن بالتأكيد الثورة هي سبب رغبتي في استمرار الظهور، ولا أعرف إن ظهرت بوقت أخر ماذا كنت سأفعل.

كيف ترى ثورة 25 يناير الآن؟
الثورة هي مصر العزيزة الكريمة، المصري الحر الغني خلقا وعلما وماديا، يعني كرامتنا الأغلى من حياتنا.. وأراها الآن في جولة خاسرة وفي أضعف حالتها على الأرض، وهذا طبيعي والطريق مازال طويل وصعب إلا أنه "مفهيهوش كلمة رجوع" ولا يأس.. الإحباط طبيعي لكن الثورة مستمرة شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.



في 2011 صرحت أنك "مش هتدخل سكة الفن" ماذا قصدت بهذا.. وهل لازالت تكره كلمة فنان؟
مازلت هاوي، وغير مختلط بالوسط الفني إلا في أضيق الحدود، ومازالت حساباتي غير فنية بحتة، ومعياري فيما أقدم ليس الفن، فهو وسيلة للوصول لهدفي المتمثل في تحقيق أهداف الثورة؛ أن نستقل ونعيش بكرامة، ونضع بلدنا في مكانتها العالية المستحقة. أما كلمة فنان "فخلاص بقيت أطنش مش هأقعد أقول لكل واحد يقابلني مابحبش الكلمة".

كيف تستقبل مَن يصف ما تقدمه بأنه سياسة وليس فن؟
لم يخبرني أحد بهذا من قبل لكن إن حدث ليس لدي مشكلة. السياسة تدخل بكل شيء في حياتنا بلا استثناء إن كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والأغاني بالنسبة لي تدخل في كل شيء "أي حاجة في حياتي ممكن يطلع منها أغنية".

قدمت في 2012 أغنية "صندوقه" تزامنا مع طلب قرض من صندوق النقد الدولي ومنذ فترة أعاد البعض نشر الأغنية بعد إعلان الحكومة الطلب ذاته.. ما رأيك في صندوق النقد الدولي وهل لازلت معترض على تلك السياسة في النظام الحالي؟

بالتأكيد معترض بشدة على تلك السياسة، لأن صندوق النقد "مادخلش بلد إلا لما خربها"، وهو أحد وسائل السيطرة على الدول والشعوب.



هل شعرت يوما بالخوف من جرأة اللون الغنائي الذي اخترته؟
لا.. ما أغنيه هو مشاعري ورأيي ورؤيتي. لماذا أخاف من إبدائها؟.

هل يمكن أن تغني اللون الرومانسي أو الاجتماعي بنفس طريقتك الساخرة؟
أنا لا أتعمد السخرية ولا الجدية إنما أترك مشاعري تخرج على الأوتار "زي ما تطلع".. مثلا من سنتين كتبت أغنية كلمت فيها "صندوق زبالة" شاهدته خلف حديقة الطفل في مدينة نصر، مدهون جديد وشكله نظيف لكن القمامة ملقاة حوله من كل الجوانب وهو فارغ "بالذمة ده مايصعبش عليكي وتبقي عايزه تواسيه على كيفه المحروم منه وهو مترمي حواليه". الخلاصة أن "الأغاني بتيجي بظروفها" وكل شيء ممكن يكون أغنية أما القوالب والقواعد الموسيقية "مبتخصنيش" ولا تلزمني حتى الآن.

وهل حاولت دراسة الموسيقى من قبل؟
حاولت الدراسة في التسعينات، وكان عندي وقتها 15 أغنية، لكن المُدرسة كانت معيدة في تربية موسيقية وقالت لي انسى كل ما عرفته من قبل عن الموسيقى "وأنت بتمسك الجيتار غلط وبتعزف غلط فطقشنا مع بعض"، وتركت فكرة التعلم، وفي مرحلة سابقة أيضا أحضر لي والدي مدرس موسيقى إلى البيت لكني رفضت وقتها التعلم عندا، إلا أني أحاول الآن الدراسة من أول وجديد.

لماذا لم تتعامل مع ملحنين آخرين؟
لا أعلم.. يمكن لأني "مش مطرب".



شاركت الشاعر سيد حجاب لعمل أغنية "وحدوه" عام 2014.. لماذا لم يكتمل المشروع؟
لم يكتمل المشروع لأني رافض أعمل الأغنية بدرجة 99% لابد تكون 100%. وهو ما يحتاج تكلفة لتوزيعها اوركسترا "زي ما هي في دماغي" بالإضافة أنه ليس باستطاعة أي مخرج تصويرها، أما الكلمات واللحن جاهزين من وقتها، وبالفعل تم توزيعها أكثر من مرة لكن لم يتطابق مع ما أتخيله، لذلك أفضل عدم خروجها على أن تخرج ناقصة "همسة" خاصة أنها غير مرتبطة بحدث فيمكن سماعها حاليا أو بعد 30 سنة "فمش هتبور يعني"، وهناك ما يشبه هذه الأغنية وما يوقفني أيضا التكلفة العالية نسبيا.

خضت تجربة عمل تتر برنامج جمع مؤنث سالم وكانت مختلفة عما تقدمه.. احكِ لنا عن هذه التجربة؟
من سنة حدثتني الإعلامية ريم ماجد عن عمل تتر للبرنامج، كنت استعد للسفر في اليوم التالي، شاهدت الحلقة التي تم تصويرها، وكان القائمين على البرنامج متعجلين جدا. سافرت وعدت بعد 15 يوم على الأستوديو مباشرة، كنت قد حاولت الكتابة لكن توقفت بعد كتابة نصف أغنية، ليقوم الشاعر محمد السيد  بكتابة كلمات الأغنية، أما الألحان لم أجد بها مشكلة مثل الكلام.. وفي النهاية هي أغنية أحبها وأحب معانيها وأستمتع وأنا أغنيها.



متى شعرت أنك "قلة مندسة".. وهل لازلت متفائل بالثورة؟
عمري ما حسيت بهذا الشعور.. ولازالت متفائل جدا حتى للمعتقلين "احنا بنستوي والثورة مش هاتحكّم ناس هفأ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان