إعلان

في ذكري وفاته.. أشهر ما غني العندليب عبدالحليم حافظ - (تقرير)

04:14 م الإثنين 30 مارس 2015

عبدالحليم حافظ

كتب – حسين الجندي:

خلال دراسته الابتدائية لفت عبدالحليم حافظ نظر مدرس الموسيقي الأستاذ "حنفي"، ومن شدة اعجابه به كان يصحبه دائماً الي ملجأ الأيتام الذي كان يدرس فيه الموسيقي، حتي اعتقد البعض أن عبدالحليم من أبناء هذا الملجأ، ولكنه علي العكس، فكان أستاذه يشم رائحة موهبة داخل الفتي الصغير متنبأً له بمستقبل باهر في عالم الموسيقي والغناء.

ولعل التشجيع والثناء الذي يلقاه الصغير من استاذه هو الذي فتح عينيه علي أخيه اسماعيل شبانة، فأراد أن يحذو حذوه ويكمل المشوار الذي ملأ عليه مشاعره وأحاسيسه وأصبح هاجسه وشغله الشاغل، وبالفعل فقد أخذ عبدالحليم بعد اجتيازه المرحلة الابتدائية يلح علي أخيه كي يلحقه بمعهد الموسيقي العربية فعملا معا علي اقناع خالهما من أجل ذلك، هذا الخال الذي كان يأمل في أن يكون حليم مهندساً أو طبيباً.

في خريف عام 1940 جمع عبدالحليم أوراقه واستقل القطار مع أخيه لأول مرة الي القاهرة حيث معهد الموسيقي العربية، الا أنه اصطدم هناك بلوائح المعهد التي تنص علي وجوب اكمال الثانية عشر من العمر وكان عليه أن ينتظر عاماً كاملاً.

قفز عبدالحليم من صف الي أخر بكل نجاح وتفوق، حتي حصل علي الدبلوم في عام 1946 الا أنه لم يكتف بذلك وأراد أن يدخل قسم الاصوات، ونصحه "الشجاعى" علي أن يدرس في قسم الآلات وعلي ألة "الأبوا" بشكل خاص معللاً بذلك أن ألة "الأبوا" تعمل علي تقوية الاوتار الصوتية وتساعد المطرب علي التمكن من الأداء .

في هذا المعهد تعرف العندليب الصغير علي كمال الطويل الذي كان يتيماً للام أيضاً، ونشأت صداقة قوية بينهما أثمرت بعد ذلك عن أعظم تعاون فني بينهما، وبصوت امتاز بصدق واحساس وعاطفة تعلق الملايين بصوت عبدالحليم حافظ، مقدماً للفن المصري ما يفوق 200 أغنية ما بين وطنية وعاطفية وابتهالات.

وفي ذكري وفاته يرصد مصراوي أهم أغنيات قدمها عبدالحليم لجمهوره، في عمره القصير، كان أهمهم أغنية "صافيني مرة" التي كتبها سمير محجوب، ولحنها محمد الموجي، وأغنية "على قد الشوق" التي كتبها محمد علي أحمد، وقام بتلحينها كمال الطويل، وأغنية "توبة" التي قدمها في عام 1955 والتي قام بتأليفها حسين السيد، وتلحينها لمحمد عبدالوهاب، وهي أول أغنية جمعت بين العندليب وموسيقار الاجيال.

وفي عام 1969 قد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أغنية "يا خليّ القلب" التي كتبها مرسي جميل عزيز، وقام بتلحينها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكانت من أهم الاغنيات التي قدمها العندليب الاسمر أغنية "رسالة من تحت الماء" التي كتبها الشاعر نزار قباني، وقام بتلحينها محمد الموجي، وبعدها تم التعاون الفني الثاني بينه وبين نزار قباني في أغنية "قارئة الفنجان" وهي أخر أغنيات العندليب التي قدمها في حفلة شم النسيم في عام 1977 وقام بتلحينها محمد الموجي.

لم يكن عبدالحليم حافظ مطرباً عادياً في ذلك الوقت، فقد تهافت عليه الملحنون والمؤلفون من اجل أن يُغني قصائدهم ومن أجل أن يلحنوا له من كتبه المؤلفون من اجله، فقد قدم أغنيات كثيرة، ما زالت عالقة في أذهاننا حتي الأن ومن اهمهم: "جانا الهوى" التي كتبها محمد حمزة وقام بتلحينها بليغ حمدي، مقدماً أيضاً أغنية "حبيبتي من تكون" التي كتبها خالد بن سعود، وقام بتلحينها بليغ حمدي وقد نشرت وتم اذاعتها بعد وفاة عبد الحليم.

كانت تمر مصر في تلك الفترة بالاستعمار، ومن بعده احداث 1967 في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكانت مصر تحتاج الي حث الجماهير علي الثورة ورفض الاستعمار، ودعم الجيش المصري، فقدم وقتها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ عدداً كبيراً من الأغاني الشهيرة التي ساند بها الجيش المصري في ذلك الوقت، والتي ما زالت تذاع مع كل حدث قومي أو ثوري.

ومن هذه الاغاني الشهيرة أغنية "إحنا الشعب" وهي أول أغنية يغنيها عبد الحليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية سنة 1956، وهي أول لقاء فنى بين الثلاثي عبد الحليم والملحن كمال الطويل والشاعر صلاح جاهين، مقدماً بعدها أغنية "ابنك يقولك يا بطل" التي ألفها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وقام بتلحينها كمال الطويل، مقدمين بعدها أغنية "عدى النهار" سنة 1967، بالإضافة الي أغنية "أحلف بسماها" في نفس العام والتي وعد عبدالحليم أن يغنيها في كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر في سيناء، لتتعدد الاعمال التي جمعت بين العندليب والأبنودي وكمال الطويل وكان منها أيضاً "البندقية اتكلمت" سنة 1968.

وفي العام 1960 قد عبدالحليم حافظ الأغنية الوطنية "حكاية شعب" والتي كتبها أحمد شفيق كامل، وقام بتلحينها كمال الطويل، وذلك في حفل أضواء المدينة الذي أقيم بمدينة أسوان للاحتفال بوضع حجر الأساس ببناء السد العالي.

وتعتبر من أهم الأغاني التي ظلت عالقة في أذهان الأجيال التي حضرت عبدالحليم أو لم تحضره أغنية "صورة"، التي غناها في عيد الثورة في 23 يوليو 1966، والتي كتبها الشاعر الراحل صلاح جاهين، وقام بتلحينها كمال الطويل.

لم تكن تلك الأغاني هي فقط التي قدمها عبدالحليم حافظ عندليب الغناء في الوطن العربي، بل قمنا برصد عدد منها فقط في ذكري رحيله، حيث رحل عن عالمنا يوم 30 مارس لعام 1977.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان