إعلان

الأغاني الوطنية.. ''القديم يكسب''

02:49 م الإثنين 23 فبراير 2015

كتب- محمد مهدي:
من جديد تصدرت الأغاني الوطنية القديمة المشهد المصري، الإذاعة تستدعي يوميا الأغاني الغارقة في حُب البلاد منذ فترة الخمسينيات والستينيات تبثها إلى المستمعين، وعلى نفس الدرب كان التلفزيون المصري الذي أذاع قبل دقائق من ''حديث مصر''- الذي ظهر فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأحد، موجها عدد من الرسائل إلى المواطنين- غنوة ''صورة'' للمطرب عبدالحليم حافظ، و''أصله معداش على مصر'' للفنانة شادية، فيما لم تجد الأغاني الوطنية الحديثة نفس الصدى والانتشار إلا نادرا لعدة أسباب، بحسب الشاعر الكبير سيد حجاب.

الصدق
''الأغاني القديمة عايشة لحد دلوقتي لأنها عبرت بصدق عن مشاعر الناس وأحلامهم في اللحظات التاريخية المتوهجة اللي مرت بيها البلد'' قالها الشاعر الكبير مؤكدًا أن هذا ما يفتقده الشعب في الأغاني الوطنية الحديثة التي تحولت منذ 40 عاما إلى مديح وولاء للحاكم.

شاهد فيديو لأغنية عبد الحليم حافظ - صورة

ويرى ''حجاب'' أن الأغاني التي صُنعت خصيصا بمناسبة احتفالات أكتوبر في العهد السابق وكانت تبالغ وتقدس وتداهن الحاكم ''أتولدت كلها ميتة'' بحسب تعبيره، ولا يتذكرها أحد الآن.

نفق مظلم
''الغناء دخل في نفق مظلم من فترة طويلة ولم يخرج بعد'' هكذا يعتقد ''حجاب'' أن المناخ الإنتاجي للغنوة معتل، في الماضي كان التلفزيون المصري والإذاعة وشركة صوت القاهرة والشركات التي يديرها فنانين تصدر أغاني نابعة عن الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني، لكنها الآن حكرا على أشخاص يتعاملون مع الأمر كـ ''سبوبة''.
ويعتبر الشاعر الكبير أن للدولة دور لابد أن تلعبه في رعاية الغناء وليس توجيهه، مشددًا على أن المبدعين لابد أن يكونوا أحرارا دون وصاية من أحد، حتى يتمكنوا من التعبير عن اللحظة الراهنة.

''ملوش عُمر''
طارق الشناوي، الناقد الفني، يقول إن هناك العديد من الأغاني الوطنية التي شهدت نجاحا كبيرا لحظة ظهورها مثل ''تسلم الأيادي'' و''بُشرة خير'' لكن يبدو أن هذا النوع من النجاح الطاغي ''ملوش عمر'' لأنها سرعان ما تختفي.

شاهد كليب اغنية بشرة خير للجسمي

أمرا آخر يعتبره ''الشناوي'' عاملا مؤثرا في بقاء الأغاني الوطنية القديمة وهو الإيقاع المختلف بين الماضي والحاضر، فالعمل الفني الذي يحصل عليه المواطنين في الماضي عبر إذاعة واحدة وقنوات تلفزيونية قليلة ''لازم تعيش''، لكن في ظل تعدد القنوات والإذاعات وكثرة المطربين اختلف الأمر.

بدون تكليف
''الناس كمان كانت بتنفعل بحدث فتكتب وتسجل لكن دلوقتي بيشكلوا لجان عشان يعملوا أغاني وطنية'' يذكر ''الشناوي'' تلك الكلمات مشيرًا إلى أن العفوية والفطرة من المبدعين لها فِعل السحر في خروج عمل حقيقي.

شاهد اغنية عبد الحليم حافظ - حكاية السد

يحكي ''الشناوي'' واقعة كتابة غنوة ''حكاية شعب'' لعبدالحليم حافظ بشكل مفاجيء دون ترتيب مسبق ''أحمد شفيق قالي لي أنا كتبت الغنوة قبل حفل السد العالي بساعات وإن كمال الطويل لحنها رغم درجة حرارته المرتفعة'' من أجل ذلك ظلت الغنوة في وجدان الناس، كما يرى الناقد الفني.

اشترك في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة لمعرفة أخبار أهل الفن ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان