إعلان

بالصور.. ''كوميديانات'' أضحكوا الملايين فخدعهم الزمن وسرق ضحكاتهم

01:10 م الأحد 24 أغسطس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير- منى الموجي:

''كبدي عليك والنبي مسكين.. بس الناس دول مش عارفين..بتضحكهم وتفرفشهم..وأنا في الواقع قلبي حزين أشكي لمين وأحكي لمين''، أغنية ''أنا بلياتشو'' غناها إسماعيل ياسين في فيلم ''دهب''، وتلخص الأغنية حال الكثير من الكوميديانات الذين لم يرى الجمهور منهم سوى الضحك والابتسامة والإفيهات التي مازالت ترسم على وجوهنا الابتسامة وتتعالى أصواتنا بالضحك كلما سمعناها، ولكن خلف ضحكات هؤلاء تختفي الأحزان والمآسي التي عاشوها إما قبل الشهرة والنجومية أو بعدها لأن الزمن أبى أن يظل مبتسما في وجوههم فقرر سحب بساط السعادة من تحت أرجلهم، لتنتهي حياتهم نهاية مأساوية حزينة تُبكي الملايين.

الكوميديان.. لا يتصور الجمهور أن يصادفوه يوما في الشارع عابسا متجهما، بل يتخيلونه دائما صاحب وجه باسم ضاحك تمتلأ جعبته بالنكات والإفيهات، ولا يفكرون في أن ابتسامة الفنان تخفي وراءها أحزان إنسان يمر بمآسي وأحزان، ولكن مطلوب منه أن يؤدي مشاهد مضحكة في السينما ويوزع ابتسامته على الجمهور الجالسين في المسرح.

جورج سيدهم وسيد زيان

أضحكوا الملايين لسنوات، وقدموا العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية التي مازال الجمهور يعشقها ويشاهدها كوجبة أساسية في كل الأعياد، لكن أبعدهم المرض عن الأضواء وعن عالم الفن وظلوا لسنوات غير قادرين على الحركة.

ومؤخرا بدأ الفنان سيد زيان يتماثل للشفاء، ويعود للوقوف على قدميه من جديد، كما ظهر الفنان جورج سيدهم من جديد في إعلان تليفزيوني بعدما أصيب في جلطة في المخ أصابته بالشلل لسنوات.

الاهتمام بجورج وزيان لم ينقطع طوال فترة مرضهم الطويلة، ودعوات الجمهور بأن يتم الله عليهما نعمة الشفاء لم تنتهي طوال هذه السنوات، وهو الاهتمام الذي لم يحصل عليه آخرون، فزاد التجاهل من معاناتهم النفسية ومن بين هؤلاء:

المعلم حنفي

قصير القامة، ممتلئ الجسد، مصاب بحول واضح في عينيه، وخفة الظل، كلها عوامل صنعت من عبد الفتاح القصري نجم للكوميديا إلى جانب إمتلاكه لموهبة حقيقية، فهو حنفي شيخ الصيادين صاحب الكلمة الأخيرة في بيته، وشريك إسماعيل ياسين الأساسي في معظم أفلامه.

لم يعرف القصري أن الحياة التي منحته شهرة واسعة، ستنقلب عليه وتجعله يحيا حياة صعبة مأساوية، فلم يقف التمثيل الذي فضله على كل شيء حتى على ميراثه من تركة أبيه بجانبه، فبعدما هدده والده بحرمانه من الميراث إذا عمل كممثل، اختار التمثيل على المال.

وكما فقد أمواله بإرادته، فقد بصره أثناء تأديته أحد أدواره في مسرحية مع فرقة إسماعيل ياسين، فبينما كان يؤدي دوره على المسرح، أخذ يصرخ بعلو صوته ''أنا مش شايف''، وظن الجمهور أن الجملة ضمن دوره، ولكن أدرك إسماعيل ما حدث لصديقه وسحبه خلف الكواليس، ليظل عامين فاقد البصر بسبب مرض السكر قبل أن يلقى ربه عام 1964.

مآساة القصري لم تنتهي عند هذا الحد فالذي عاش بين ملايين المحبين ووسط ضحكاتهم، أصبح وحيدا، حتى زوجته تلك التي تصغره بسنوات طويلة أجبرته على تطليقها وأن يكون شاهدا على زواجها من شخص كان يعطف عليه القصري، وباعت أثاث بيته ليفقد بعد ذلك منزله ويصبح بلا مأوى.

ساءت حالة القصري الصحية، وأصيب بتصلب الشرايين ففقد الذاكرة وأصيب بهذيان، ووقف بعض أصدقاءه وزملاءه في عالم الفن إلى جواره وفي مقدمتهم الفنانة ماري منيب ونجوى سالم وهي الفنانة الوحيدة التي حضرت جنازته، وظلت متابعة لحالته طوال الوقت، كما تولت الفنانة هند رستم حملة لجمع التبرعات له.

أبو ضحكة جنان

ربما كانت حالة الحرمان والمعاناة من قسوة الحياة وقسوة الجدة التي تربى في بيتها بعدما فقد والدته، سببا في بحث إسماعيل ياسين عن عالم آخر مغلف بالكوميديا والضحك ينسى فيه آلامه، كما قاسى سمعة كثيرا حتى استطاع التربع على عرش الكوميديا في مصر والعالم العربي، وأصبح الفنان الوحيد الذي قدمت له السينما أفلام تحمل اسمه.

انطفاء أضواء الشهرة، كانت معاناة جديدة لإسماعيل ياسين، الذي انصرفت عنه البطولات واضطر للعمل في كازينوهات لبنان وقبل بأدوار صغيرة علها تعيد إليه البريق الذي إنطفأ، وحتى يوفر لأسرته النفقات اللازمة للحياة، واضطر لإغلاق فرقته المسرحية عام 1966 بعدما تراكمت عليه الديون والضرائب وانصرف الجمهور عن متابعة مسرحه وتم الحجز على ممتلكاته.

وأثناء إعداد المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين لقصة حياة والده وتقديمها في عمل درامي وصف حياة والده بالمآساة الحقيقية، قائلا ''تقديم مسلسل تلفزيوني عن قصة حياة إسماعيل ياسين يعتبر من أصعب مايمكن لأن حياته عبارة عن مأساة حقيقية تضم أياما صعبة جدا''.

الشاويش عطية

''الشاويش عطية'' من كمساري في السكة الحديد لأشهر شاويش في السينما المصرية، رياض القصبجي، رغم جسده الضخم ووجهه ذو الملامح الحادة والقاسية، إلا أن بمجرد رؤيته على شاشة السينما ينفجر الجمهور ضحكا، هو أيضا شريكا لإسماعيل ياسين في كثير من نجاحاته، حيث قدما معا سلسلة من الأفلام الكوميدية التي مازالت تسعد الجمهور وترسم على شفاههم الابتسامة.

مشقة الحياة لم تكن هي مأساة القصبجي، بل المرض الذي يبدل وضع الإنسان من حال إلى حال، ويذل كل عزيز، فأدى إرتفاع ضغط الدم لديه إلى إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر من جسده، وعجز عن دفع تكاليف العلاج بعدما جلس في البيت طريح الفراش غير قادر على آداء الأدوار التي تُسند إليه.

وفي يوم سمع المخرج حسن الإمام خبر يؤكد تماثل القصبجي للشفاء، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وأرسل إليه دور في فيلم ''الخطايا''، ولكنه تفاجئ عند دخول القصبجي للبلاتوه بأنه مازال مريضا ولن يقدر على الوقوف أمام الكاميرات، فحاول التخفيف عنه وطلب منه العودة لبيته، لكن أمام إصرار القصبجي وافق الإمام على آداءه أحد المشاهد، ليسقط القصبجي من جديد ويظل طريح الفراش مرة أخرى لمدة عام قبل أن يلقى ربه، عام 1963 ولا تجد أسرته المال الكافي لمصاريف دفنه وجنازته، حتى تبرع بها أحد المنتجين.

الفقر

''لو كان الفقر رجلا لقتلته''، المرض وحده يصنع مأساة، ولكن عندما يقترن بالفقر تزيد فجاعة المأساة وينتقل وضع الإنسان من سيء إلى أسوأ، فها هو ''شرفنطح'' أو محمد كمال المصري، يشكو لواحدة من المجلات الفنية القديمة حاله وما وصل إليه بسبب المرض والشيخوخة وحاجته المادية، وكيف تجاهله الوسط الفني ولم تسأل عنه الهيئات الفنية، حتى مات وحيدا فقيرا في إحدى الأحياء الشعبية عام 1966.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان