إعلان

مريم نعوم: ''سجن النسا'' فيلم كبير (حوار)

05:31 م الأحد 13 يوليه 2014

مريم نعوم

حوار- محمد مهدي:

مريم نعوم.. السيناريست القادمة من عالم الإبداع الخالص، صاحبة الموهبة الفريدة التي تكتب فتبكيك وتضحكك، وتصيبك بحالة خاصة من التأمل في حال الخَلق، كيف كنا، كيف أصبحنا، أبطالها مرآة لشرائح من المجتمع، يشبهوننا بشكل مثير للتفكير وإعادة الحسابات.. فعلتها في فيلمها الأول ''واحد صفر''، وعلى الشاشة الفضية في مسلسلاتها خلال السنوات الماضية، وفي هذا العام بـ ''سجن النسا'' الذي لاقى استحسانا واسعا عند الجمهور، حتى أن تفاعلهم  مع القصة وصل إلى سباب  الأبطال ''صابر'' و''غالية'' ومحاولات جادة لإيجاد حلول قانونية للخروج من مأزقهم خلال أحداث المسلسل.

عن ''سجن النسا'' بداية الرحلة، التحضير، علاقتها بـ ''كاملة أبو ذكرى''، وأبطال المسلسل، وأهم المفاجأت التي وجدتها عند عرضه، وتفاصيل أخرى.. كان لمصراوي هذا الحوار الخاص مع ''مريم نعوم''، وإليكم التفاصيل.

''سجن النسا''.. كيف بدأت الرحلة؟

اتصال من الدكتور جمال العدل-منتج- يطلب مني  كتابة مسلسل عن مسرحية ''سجن النسا'' للكاتبة فتحية العسال، كان لدي شغف كبير للكتابة عن تلك ''التيمة'' منذ فترة طويلة، ووجدتها فرصة جيدة.

هل تتشابه أحداث المسرحية مع المسلسل؟

لا.. قمت بتغيرات واسعة عند كتابة المسلسل، فالمسرحية كانت تتحدث عن السجن السياسي في فترة الثمانينات، لذا أخذت الاسم والفكرة العامة وبدأت في العمل على شخصيات وقصة من جديد.

حدثينا عن استعدادك لكتابة المسلسل؟

قرأت كثيرا مما كتب عن السجون، من أدب ومذكرات، لكن معظم ما وقع تحت يدي كان يدور في فلك السجن السياسي، الرواية الوحيدة التي تطرقت عن السجون كانت عن سجن الرجال هي ''شرف'' للكاتب صنع الله إبراهيم.

وكيف تعرفتي على واقع السجون الحالي لكي يظهر بهذه الدقة في المسلسل؟

ذهبت إلى سجن القناطر 5 مرات، بتنسيق ما بين شركة الإنتاج ووزارة الداخلية، جلست مع السجينات، وتحدثوا معي عن تفاصيل خاصة بالحياة اليومية بداخل السجن، كان أمر هام أن أسمع لهم، وأن اتعرف على عالم السجن وتفاصيله كي أنقله بشكل درامي جيد، لأنني لم أدخل أخوض تلك التجربة من قبل.

شخصيات المسلسل مستوحاه من شخصيات حقيقية؟

الشخصيات جميعها من الخيال، لكنها في النهاية مخزون من تجارب حياتية وأشخاص التقيت بهم أو سمعت عنهم.. أنا أشبه بـ ''السفنجة.. بحوش التفاصيل جوايا ولما يجي الوقت المناسب بطلعها''.

''سجن النسا'' التعاون الثالث مع المخرجة ''كاملة أبوذكرى''.. هل تشعرين بالراحة في العمل معها؟

''أنا بسلم رقبتي لها ومش بخاف''، لدي ثقة كبيرة في ''كاملة'' وفي قدرتها على إدارة الأمور بشكل جيد، أتذكر أننا اختلفنا كثيرا في ''ذات'' بسبب قلقنا على العمل، لكن هذه المرة لم يحدث أي خلاف لوجود الثقة.

هل وجدتي مفاجآت في ''سجن النسا'' عند مشاهدته؟

أشاهد العمل مع الجمهور لذلك اندهشت من بعض المشاهد، وتسألت هل كتبت ذلك؟ لأن المخرجة والممثلين قاموا بتجسيدها أفضل ما يكون.

أفضل المشاهد التي أعجبتك في المسلسل بعد عرضه؟

في الحلقة الـ 11، مشهد عودة ''صابر'' من قسم الشرطة، والآخر المشاجرة التي وقعت بينه و''غالية'' قبل القتل مباشرة.

أشاد البعض بتلك المشاهد واعتبرها خسارة لعدم وجودها في السينما لأن ذاكرتها أفضل من التلفزيون.. تعليقك؟

أرى أن المسلسلات تعيش مثل السينما، بعد وجود هذا الكم من المسلسلات والإنترنت، فأنا مثلا تابعت مسلسل ''ليالي الحلمية'' قبل رمضان مباشرة.

بالإضافة إلى أنني تعاملت مع المسلسل على أنه فيلم طويل.. وسعيدة جدًا أن لدي القدرة على كتاب فيلم مدته 20 ساعة.. وكل اهتمامي ينصب على إنهاء العمل بشكل أكون راضية عنه.  

هل هناك ممثل شعرتي أن أدائه أفضل من توقعاتك؟

أحمد داوود في دور ''صابر''  أداءه مفاجأة لي، أعلم أنه ممثل جيد ومجتهد لكنه فاق توقعاتي، فلم أشاهده من قبل يمثل في تلك المنطقة، والممثلة دنيا ماهر في دور ''حياة''.. وفريق العمل بأكمله أشعر أن هناك تطور كبير في الأداء.

ماذا عن نيلي كريم؟

لم يكن لدي شك في أنها ستقوم بدورها بشكل جيد، فهذا ليس التعاون الأول بيننا، لكنها في سجن ''النسا'' قامت بدور أكثر من جيد التي توقعتها.

البعض كان يرى ''نيلي'' ممثلة متوسطة الموهبة لكنها ظهرت في ''ذات'' و''سجن النسا'' بشكل مختلف.. هل الأمر له علاقة بالورق والمخرج؟

''نيلي'' ممثلة لديها طاقات كبيرة، من وجهة نظري أن الأمر يعود إلى المخرج، فـ ''كاملة'' لديها قدرة على التعامل مع الممثلين والوصول معهم لأفضل أداء ممكن، بالإضافة إلى أن ''نيلي'' تثق فيها وتدرك أنها ستخرج معها بأفضل صورة.

هل تحضرين تصوير العمل لمتابعة أداء الممثلين للمشاهد؟

لا أفعل ذلك أبدا.. ''المركب اللي فيها ريسين تغرق''، المخرج هو المسؤول عن إدارة الممثلين وأخشى أن يحدث تشتت لهم عندما يستفسر أحدهم عن معلومة قد تجعله يؤدي الدور بعيدا عن وجهة نظر المخرج.

السبب الآخر أنني في أوقات التصوير استكمل عملي في الكتابة وانشغل به فلا يمكن أن أتركه لكي أذهب إلى الأستديو.

هل تسمحين بأي تعديل على العمل خلال التصوير؟

لا توجد لدي أزمة في الوصول بالعمل لخطوات أفضل، وخاصة أنني أثق في قدرات المخرجة وأن كل قرار تتخذه خلال التصوير في صالح العمل.. وحدث ذلك في ''سجن النسا''.

"زرت سجن القناطر 5 مرات واندهشت من بعض المشاهد كأنني لم أكتبها''، السينارست مريم نعوم في حوارها مع مصراوي".

في أي مشاهد حدث ذلك؟

هناك مشاهد كثيرة الحوار فيها ارتجالي.. مثل مشاهد الكبارية، والجزء الخاص بعائلة ''درة''.

ومتى يصبح الاقتراب من العمل خط أحمر؟

الشيء الوحيد الذي يجب أن يتم بموافقتي هو البناء الأساسي للعمل .. لا يمكن حذف مشهد أو زيادة مشاهد، أو استبدال مشهد بآخر دون الرجوع إليّ لأنه صميم عملي.. ويمكن أن يتسبب ذلك في حدوث خلل .

وكيف يتم ذلك إن شعر المخرج بأهمية التغير؟

دائما ما يكون هناك تنسيق كامل في حالة وجود تعديلات.. وأريد أن أوضح أنني لا أتعامل مع السيناريو على أنه  كتاب سماوي.. فهو حجر الأساس فقط.. والفن عمل جماعي.

التلفزيون المصري حذف مشاهد من المسلسل.. ما تعليقك؟

هم من سيخسرون المشاهدين لأنهم سيلجأون إلى القنوات الأخرى لرؤية المسلسل كاملا.. وكان أولى بهم لو أن لديهم ملحوظات على المسلسل أن يضعوا تحذير بعدم ملائمته للأطفال- رغم أنه المسلسل لا يحتوي على مشاهد إباحية- أو عدم شراءه أفضل.

خضتي تجربة الكتابة عن روايات 3 مرات.. هل تفضلينها عن الكتابة من خيالك؟

أحب الطريقتين.. أحيانا أقرأ رواية وأشعر بالانجذاب إليها ورغبة في تحويلها إلى عمل درامي، وأحيانا أملك فكرة أقوم بتطويرها لقصة.. لكن الجميل في الرواية أنني أواجه تحدي كبير عن كيفية عمل نقلة مختلفة فيها دون أن أخذل صاحب النص الأصلي.

ورشة الكتابة  سمة أساسية في المسلسلات التي قومتي بكتابتها.. ما السبب؟

لكل عمل ظروفه الخاصة.. واختياري لورش الكتابة يعود لضيق الوقت والتزامنا بالانتهاء في وقت محدد حتى يظهر العمل كاملا في شهر رمضان.. ولو أملك الوقت سأفضل الكتابة بمفردي دون مساعدة.

ما العمل الذي لفت انتباهك خلال رمضان؟

للأسف لم أتمكن من متابعة الأعمال بشكل ثابت بسبب انشغالي بـ ''سجن النسا'' في انتظار انتهاء التصوير، لكن شاهدت أول حلقتين من ''السبع وصايا''، ولدي نية في  استكماله ومتابعة العديد من الأعمال بعد رمضان منهم  ''عد تنازلي'' ''ابن حلال''، ''جبل الحلال''، ''إمبراطورية ميم'' و''دهشة''.

هل لديكِ طقوس لابد أن تتوافر لكِ أثناء الكتابة؟

أنا كائن صباحي.. أحب العمل في الساعات الأولى من الصباح.. أفضل الكتابة خارج المنزل في مكان هادىء، استمع لموسيقى تأخذني بعيدا عن العالم المحيط بي، أشرب قهوة كثيرا.. وانغمس في عالمي وأكتب.

علمنا أنك اشتركتي في كتابة مسلسل للأطفال.. حدثينا عن التجربة؟

عملت بالفعل في الجزء الأول من ''ظاظا وجرجير''، تجربة ممتع جدًا، وتحتاج إلى معرفة كيف يفكر الأطفال، وكيف ننقل النصيحة لهم في إطار مسلي وممتع.

لماذا لم نجد لكِ أعمال أخرى في نفس الاتجاه؟

الإنتاج الخاص بالأطفال نادر جدًا.. ولدي مشروع حاولت أن أجد له وسيلة للخروج إلى النور لكنه مازال حبيس الأدراج.

"أثق في كاملة أبو ذكري وبسلم لها رقبتي لها من غير خوف، السينارست مريم نعوم في حوارها مع مصراوي".

لكل مبدع هدف محدد يريد أن يصل إليه من فنه.. ما هو هدفك؟

لازلت أستكشف مشروعي في الفن، واكتشفت مؤخرا وخاصة في ''سجن النسا'' أن لدي شغف بأن أنقل للناس حياتنا كمرآة لهم، تُظهر الصورة أحيانا حلوة وأحيانا سيئة وأحيانا ''منغمشة''، أو مكسورة.

أخيرا.. ماذا عن أعمالك القادمة وما الجديد في السينما؟

لدي أكثر من فكرة سأقوم باختيار واحدة منهم لمسلسل رمضان القادم،  وأعمل الآن على فيلمين وننتظر جهات إنتاج لتمويلها... المشكلة التي تواجهني هي نوعية أفلامي لأنها تحتاج لتمويل جيد وهذا غير متوافر حاليا، لذا أغلب الظن أنني سألجأ إلى الانتاج المستقل.. وأتوقع أن تعود السينما بقوة خلال الفترة القادمة.. نتمنى ذلك.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان