صلاح نظمي.. "حلاوة العنتبلي" الذي قاضى العندليب(صور)
كتبت- منى الموجي:
فنان قدم ما يزيد عن الـ 300 عمل فني، كان دوره في معظمها يدور حول الرجل الشرير، أو ثقيل الدم الذي يحاول دائما التفرقة بين البطل وحبيبته، ولعبت طبيعة ادواره هذه دور في قصة كان فيها بطل للمرة الأولى في مشواره الفني، حينما سُئل حليم في برنامج إذاعي "من هو الفنان الأثقل ظلا؟ ، فجاءت إجابته "صلاح نظمي"، ليثور نظمي ويقرر مقاضاة حليم ليثأر لنفسه، وتصبح قضيتهم من أشهر القضايا بين الفنانين في أواخر الستينيات".
رأى نظمي أن حليم أهانه أمام آلاف من المستمعين، فرفع عليه قضية يتهمه فيها بالسب والقذف والتشهير، لتقضي المحكمة برفض الدعوى وبراءة حليم بعدما أكد محاميه أمام القاضي أنه ما كان يقصد شخص نظمي وإنما كان يتحدث عن طبيعة الأدوار التي يؤديها وهو ما يعد مدح في حقه، حيث استطاع أن يتقن أدواره بصورة كبيرة، وهو أمر لا يعد ذما على الإطلاق، وبعد انتهاء الجلسة ذهب حليم لنظمي واصطحبه إلي بيته ليشربا سويا الشاي ويمنحه دور في فيلمه الجديد والأخير "أبي فوق الشجرة"، لينسى نظمي إهانة حليم.
كان ما قاله حليم من تفسير حول اختياره نظمي ليمنحه لقب الفنان الأثقل ظلا، حقيقة ولكنه لم يتحدث طويلا حول الأمر، حتى كشف القصة كاملة للإعلامي مفيد فوزي، موضحا أن نظمي جسد في فيلم "بين الأطلال" دور دبلوماسي يتزوج من بطلة الفيلم فاتن حمامة وبالتالي تُحرم من حبها لعماد حمدي، فاعتبر حليم ما قام به نظمي ثقل دم وغلاظة، وهو الفيلم الذي ابكى حليم، لتشابهه مع قصة حبه مع "ديدي" ابنة العائلة الارستقراطية التي رفض أهلها ارتباطها بحليم ولم يمنعهما مرضها الخبيث كما أشيع من الزواج، بل قام أهلها بتزويجها برجل دبلوماسي.
بداية المشوار
ولد صلاح نظمي في محرم بك بمحافظة الإسكندرية في 24 يونيو عام 1918، عاش يتيم الأب لتهتم أمه بتربيته وأشقاءه الثلاثة، حتى تخرج من كلية الفنون التطبيقية ليُعين مهندسا في هيئة التليفونات ويظل بالوظيفة حتى وصل إلى درجة مدير عام، كما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1946، وكعادة فناني جيله تنقل نظمي في بداية مشواره الفني بين عدد من الفرق المسرحية بدأها بفرقة الفنانة ملك، ثم انتقل إلى فرقة الفنانة فاطمة رشد وبعدها إلى فرقة رمسيس.
من أشهر أفلام صلاح نظمي "حب ودلع، عصابة حمادة وتوتو، على باب الوزير، اتنين على الطريق، الجحيم، أبي فوق الشجرة، شيء من الخوف، الرجل الثاني".
قصة طريفة لزواج نظمي قصة طريفة حيث أعجب في يوم بفتاة ارمينية وجدها تتردد على بيت شاب فاعتقد أن بينهما علاقة ما، وحاول أن يجذبها إليه لينال اهتمامها ويستولى عليها من هذا الشاب فلقنته درسا وقلما لم يتوقعهما، ليزداد تعلقه بها ويتردد على مكان عملها، حتى يكتشف أن الشاب الذي تتردد عليه هو شقيقها، فيذهب إليه ويطلب يدها لتشهر إسلامها يوم عقد القران ويرزقهما الله بابنهما الوحيد حسين.
حسين صدقي
أطلق نظمي على طفله الوحيد اسم حسين كنوع من أنواع رد الجميل للفنان حسين صدقي، حيث مر نظمي بضائقة مالية وظل فترة دون عمل، ليستدعيه صدقي إلى مكتبه ويعرض عليه بطولة فيلم جديد ويمنحه أجره في هذا الفيلم، ليُلغى الفيلم بعد ذلك ويحاول نظمي أن يرد الأموال لصدقي فيرفض بشدة معتبرا ما حصل عليه نظمي هو نقوط مولوده الجديد ما دفعه لإطلاق اسم حسين عليه.
موقف إنساني
كغيره من الفنانين الذي اشتهروا بتجسيد أدوار الشر في السينما المصري، تجد حياتهم الخاصة على النقيض تماما مليئة بالمواقف الإنسانية الرائعة، ولعل أبرز هذه المواقف، حرص نظمي على خدمة زوجته القعيدة لمدة 30 عام، رافضا أن يتزوج عليها، فكان ينفق الأموال التي يتقضاها من أعماله الفنية على علاجها، ولم يمل يوما لطول مرضها، حتى توفاها الله ليدخل بعدها نظمي في حالة من الاكتئاب، ويُنقل بعدها بفترة قصيرة إلى المستشفى ويظل لشهور في العناية المركزة، حتى تفيض روحه إلى بارئها لاحقا بشريكة عمره في فبراير 1991.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: