إعلان

في ظل التباعد.. كيف يقضي مصريون "رأس السنة" بعد إلغاء الاحتفالات؟

10:20 م الأربعاء 30 ديسمبر 2020

احتفالات سابقة في منطقة الأهرامات - AFPGetty Image

كتب- محمد مهدي:

منذ سنوات اعتاد ربيع عبدالهادي على قضاء وقت مميز رفقة أسرته في ليلة رأس السنة لاستقبال العام الجديد بطريقة مختلفة، سواء بالسفر أو حضور إحدى الحفلات المنتشرة في تلك الساعات، لكنه لن يقدر على ذلك في نهاية 2020 نظرًا لانتشار الموجة الثانية من فيروس "كورونا" المستجد وقرارات الحكومة بشأن التجمعات "بس عندي خطة تانية عشان اليوم ميعديش وخلاص" يقولها عبدالهادي لمصراوي.

كانت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا" قد أعلنت إلغاء كافة الاحتفالات بمناسبة رأس السنة واتخاذ إجراء الغلق تجاه أي منشأة في حالة ثبوت قيامها بتنظيم أية احتفالية، خلال اجتماع ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، لتقييم الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتصدي لوباء "كوفيد-19".

وبحسب المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فسيتم التشديد على وقف أية فعاليات أو مهرجانات خلال الفترة المقبلة، ومنع أية تجمعات، بجانب الغلق الكامل لدور المناسبات والتشديد على الفنادق فيما يتعلق بتحديد أعداد الحضور في قاعات الأفراح.

في العام الماضي قضى "عبدالهادي" الساعات الأولى من العام الحالي في سيوة "كان عندنا طقس ثابت إننا نقضي رأس السنة في مكان جديد، والسنة اللي فاتت روحنا الواحة" تجربة شيقة أراد تكرارها مرة ثانية، ومع ظهور فيروس "كورونا" في مارس الماضي بمصر شعر بالقلق تجاه خطته، ومع الموجة الثانية وانتشار سلالة جديدة من الوباء أسرع انتشارا أصبحت من الصعوبة ترك المنزل والانتقال أو التواجد وسط أعداد كبيرة من الناس.

أفلام "كريسماس" ومأكولات شهية

ينوي "عبدالهادي" للخروج من تلك المعضلة استخدام الحديقة الصغيرة الملحقة ببيته "هنستقبل بعض الأصدقاء عندنا، المكان مفتوح، وكل واحد لابس كمامته احتياطي" خلال الساعات الماضية أحضر الشاب العشريني بعض الزينة لوضعها في أنحاء "الجنينة" فضلًا عن إعداد خطة بسيطة لإتمام اليوم بصورة مبهجة "هنعمل أكلات شعبية زي السجق والكبدة والعيش باللحمة مع مشروبات شتوية زي السحلب وحمص الشام".

ومن أجل قضاء ساعات ممتعة بأبسط التفاصيل "هنحضّر أفلام الكريسماس اللي روحها خفيف ومبهجة شوية" حتى تنعم أسرته وأصدقائه بليلة دافئة وسعيدة، يعتقد أن تلك الخطوة أفضل كثيرًا من الخروج في أي تجمعات كبيرة أو تمضية الساعات المميزة برتابة وملل "والصراحة شايف إن القرارات اللي طلعت مهمة عشان منع انتشار الفيروس".

بعد قرارات الحكومة بشأن "رأس السنة" عملت وزارة الداخلية على ضبط المخالفين لها ومنع التجمعات وملاحقة من يحاول تنظيم الحفلات في ليلة رأس السنة، في إطار الحرص على سلامة المواطنين وتنفيذ للإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها الدولة في خطتها لمواجهة تفشي "كورونا".

على ضفاف النيل في النوبة

عقب أن علمت "آيات محمد" المسؤولة عن مركز ثقافي بغرب سهيل النوبية، بقرارات مجلس الوزراء بشأن "رأس السنة" التزمت بالأمر "مش عاملين أي احتفاليات أو الفعاليات اللي كنا بنعملها كل سنة" تُدرك جيدًا صعوبة الأوضاع مع ارتفاع أعداد المصابين بـ "كورونا" في الآونة الأخيرة، وهو ما دفع الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان إلى مناشدة الشعب خلال الأيام الفائتة بضرورة الحذر واتخاذ كافة سُبل تقليل فرص العدوى بـ "كوفيد-19".

لم تمر السنة الماضية بهذا الهدوء "كنا بنجهز حفلة رأس السنة من أول شهر ديسمبر، وبنرتب البرنامج وبنعلن عن التفاصيل ونستقبل الحجوزات من أسوان أو السياحة الداخلية اللي جاية من القاهرة أو الإسكندرية" قبل أيام قليلة من نهاية العام "كنا بنقفل الأعداد" لكن بعد أشهر قليلة جاء الوباء "من ساعتها اتأثرنا جامد والسنادي مختلفة عن السنين اللي فاتت بكتير" أغلق المركز الثقافي المطل على ضفاف النيل لعدة أشهر "وبعدها فتحنا وفق الإجراءات المطلوبة".

في ليلة رأس السنة الماضية ازدحم المكان لدى "آيات" بالضيوف من كافة المحافظات، يتمايل الجميع مع الموسيقى النوبية والغناء الإفريقي "وكنا بنجيب فرقة غربي وفرقة بتعمل زفة" ينغمس الحضور في حالة من السعادة حتى حلول العام الجديد "البرنامج من 3 لأربع ساعات" غير أنها تنوي تلك المرة في إتاحة المركز لأعداد قليلة "للناس اللي حابة تقعد على النيل بنسبة 25 % بس من إشغال المكان".

الشاشة الصغيرة وحفلات "الأونلاين"

وفي محاولة لتعويض عشاق السهر والاحتفالات في "رأس السنة" تسعى عدد من القنوات الفضائية لعرض حفلات لأبرز النجوم مثل تامر حسني ونانسي عجرم، أو لقاءات مع أسماء مميزة في عالم الغناء مثل بهاء سلطان وروبي رفقة "ويجز" بينما يطل محمد حماقي على جمهوره من سفح الهرم في حفل "أونلاين" على تطبيق "تيك توك" الشهير.

يتابع "مؤمن السيد" أخبار تلك الحفلات باهتمام بالغ، لاختيار الحفلات والقنوات التي سيتابعها مع زوجته وأطفاله "كنا الأول بننزل نتعشى في مطعم شيك أو في مول كبير، بس قولنا نقعد في البيت أفضل" يحاول إضفاء لمسات على المنزل من شجرة "كريسماس" صغيرة اشتراها مؤخرا مع دمية لبابا نويل لإدخال السرور على قلوب الصغار "وهنختار حفلة نقعد قدامها نتبسط لحد ما يجي ميعاد النوم".

يعتبر "السيد" أن الفرحة الحقيقة في انتهاء هذا العام بأقل خسائر ممكنة "فمش معقول عشان نحتفل بيها نخرج ونتعرض لمشكلة أو نتصاب لا قدر الله" الجلوس رفقة عائلته بالدنيا وما فيها وفقا لوصفه، ولا داعي لإفساد مناسبة جميلة من أجل التجمعات "هي كورونا تروح لحالها واحنا نتجمع ونحتفل ونعمل كل اللي عايزينه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان