حوار| مي زايد: "عاش يا كابتن" حكاية ملهمة.. وأبطاله لديهم فكرة نبيلة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
حوار- منى الموجي:
شريط سينمائي مدته عادة 120 دقيقة، ربما أكثر أو أقل بقليل، هي مدة الكثير من الأفلام الطويلة التي نراها ونستمتع بها، لتحكي لنا حكايات سعيدة أو معاناة ومشاكل أناس يشبهوننا، أو يختلفون عنا، بعدها يأتي تتر النهاية، ليغادر الجمهور محملًا بمشاعر مختلفة، دون أن يفكر الكثير منهم أن وراء الساعتين شهور قد تصل لـ6 سنوات مثلما حدث مع المخرجة مي زايد في فيلمها التسجيلي "عاش يا كابتن".
"عاش يا كابتن" هو أحد الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية بالقاهرة السينمائي الدولي، وحاز على إعجاب الجمهور والنقاد، وفاز بـ3 جوائز في ختام الدورة 42 من المهرجان، بينها: جائزة الجمهور التي تحمل اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، كما حصل على الهرم البرونزي. وكان لنا مع مخرجته الحوار التالي..
6 سنوات هي مدة عملك على "عاش يا كابتن".. هل أصابك اليأس يومًا وفكرتِ في التخلي عن المشروع؟
كنت أعلم منذ بداية عملي على "عاش يا كابتن" أن الوقت أحد أبطاله، أنا قررت متابعة صناعة واحدة من البطلات في رياضة رفع الأثقال، وهذا ليس بأمر سهل، لكن حقيقة لم أكن أتوقع أن يمتد الوقت لكل هذه السنوات، ولم يصيبني اليأس لأن في نفس الوقت كنت أعمل على تنفيذ مشاريع أخرى، وأخرجت فيلم قصير بعنوان "ذاكرة عباد الشمس" شارك في مهرجان ببرلين، وقمت بعمل مونتاج فيلم تسجيلي طويل "لدي صورة" عام 2017، والذي شارك في مهرجان الجونة وحصل على جائزة أحسن فيلم عربي.
عادة ما تقابل الأفلام التسجيلية صعوبة في توفير الدعم المادي.. حدثينا عن رحلتك مع توفير ميزانية الفيلم؟
كان هناك صعوبة كبيرة في الحصول على الأموال اللازمة للإنتاج، "عاش يا كابتن" لم يأخذ أي دعم مادي من مصر، أنتجته على تكلفتي الشخصية، تقريبا السنوات الثلاثة الأولى لم يكن هناك أي أموال، وهذا جعلني أشعر بإحباط خاصة وأنني أراها حكاية ملهمة جدًا، ولا أعرف كيف لا يراها آخرون بنفس نظرتي، وفي السنة الرابعة بدأنا نحصل على دعم من الجهات التي قدمنا لها الفيلم، وذلك بعدما أصبح لدينا مادة عن الحكاية نشارك بها.
هل فكرتِ في تقديم الحكاية بفيلم روائي طويل لا تسجيلي؟
اخترت من البداية تقديم الحكاية في فيلم تسجيلي رصدي، لأن تقديمه بصورة عمل روائي والاستعانة بممثلين، كان سيجعله يخرج بصورة ضعيفة، لا بالصورة الحقيقية التي شاهدها الجمهور وتفاعل معها وقت عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ولماذا لم يكن بطل حكايتك الكابتن رمضان أو ابنته نهلة باعتبارها الأشهر؟
نهلة والكابتن رمضان رحلتهما دراميا اكتملت، صحيح هما الأشهر، لكن أردت أن أبدأ الرحلة بشخص يخطو خطواته الأولى ونتابعه دون أن نعرف ماذا تخبئ له الأيام، واخترت أسماء زبيبة، وفي نظري رحلتها انعكاس لرحلة نهلة وكل الفتيات، لكنها تضمن تفاعل الجمهور أكثر، لأنهم لا يعرفون ماذا ستحقق؟
ذكرتِ أن لديك 300 ساعة تصوير.. ما هي أبرز المشاهد التي تم استبعادها وكنتِ تتمنين وجودها؟
هناك الكثير من المشاهد التي تمنيت أن أضعها في الفيلم، ولدي مادة تصنع 10 أفلامًا وعن 10 شخصيات.
لماذا لم نر مشهد وفاة كابتن رمضان؟
قررنا ألا نقوم بتصويره، كابتن رمضان أصبح مثل والدي، وتأثرت جدًا أنا ومدير التصوير بوفاته، وذهبنا لتقديم واجب العزاء، واحترامًا لمشاعر الناس رفضنا التصوير، ووصلت لقناعة أنني لن استكمل الفيلم، لكن في اليوم الثاني على العزاء وجدت البنات تتحدثن معي ويسألونني لماذا تغيبت عن الحضور اليوم، وأنهن تقمن بـ"دهان" المكان وتريدن توثيق هذه اللحظات.
من بين المتواجدات في مركز تدريب كابتن رمضان هناك من حققن بطولات عالمية.. ما السبب الذي يجعلهن تتمسكن بهذا المكان رغم إمكانياته المحدودة؟
كلهن تردن تحقيق حلم كابتن رمضان، هو بدأ في هذا المكان الذي لم يكن مجهزًا، وعن طريقه خرجت الكثير من الفتيات وحققن نجاحات كبيرة، والجميع يحلم أن يتم تطوير المكان ذاته، لا الخروج منه لأي نادٍ آخر، هذه الساحة كانت "خرابة"، والحلم أن يصبح مركز تدريبي مفتوح لكل الناس، وهي فكرة نبيلة كلهم مؤمنين بها، هذا الإخلاص وحب المكان حاولت إظهاره قدر الإمكان في الفيلم، لأنه أمر مبهر ولم يعد موجودًا.
كيف رأيت الاحتفاء بالفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
انتظرت هذه اللحظة منذ انطلاق تنفيذ الفيلم، وقتها كان همي الأول أن أجعل الجمهور يشعر بالحب تجاه هذا المكان مثلما أشعر أنا، والحمد لله جاءني ردود فعل إيجابية جدا بعد العرض، والجمهور تفاعلوا مع الفيلم وتأثروا بالشخصيات، كان أفضل من أي توقعات.
ما هي خطوتك المُقبلة؟
أواصل العمل على فيلم روائي طويل، مازال في مرحلة الكتابة، لكن أنتظر الانتهاء من الاحتفاء بـ"عاش يا كابتن" حتى أتفرغ للعمل.
وما هي تفاصيل الفيلم الجديد؟
الفيلم شارك في ورشة أقيمت بمكتبة الإسكندرية تحت إشراف مريم نعوم، وهو ما جعل عملية الكتابة أكثر سهولة، وأنجزت النسخة الأولى من السيناريو، وبعدها شاركت في ورش أخرى، وأصبح لدي نسخة ثانية، وحاليًا أعمل على كتابة النسخة الثالثة في مرحلة تطوير السيناريو، وأتمنى أن أنجح في توفير المال اللازم لعملية الإنتاج، وينطلق التصوير قريبًا، وألا يستغرق الأمر ست سنوات أخرى مثل "عاش يا كابتن".
"عاش يا كابتن" تدور أحداثه على مدار ٤ سنوات عن رحلة "زبيبة" الفتاة المصرية ذات الـ14 عاماً، والتي تسعى لتحقيق حلمها في أن تكون بطلة العالم في رياضة رفع الأثقال، مثل ابنة مدربها "نهلة رمضان" بطلة العالم السابقة ورائدة اللعبة في مصر والعالم العربي وأفريقيا، فتذهب للتدريب بشكل يومي تحت إشراف "كابتن رمضان" الذي أمضى أكثر من ٢٠ عاماً في تدريب وتأهيل الفتيات لرياضة رفع الأثقال بشوارع مدينة الإسكندرية.
فيديو قد يعجبك: