لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار| مخرج "200 متر": عرضه بالجونة أسعد أيامي.. والفلسطينيون يحبون محمد صلاح

05:09 م الجمعة 13 نوفمبر 2020

حوار- منى الموجي:

الحديث عن القضية الفلسطينية لا يمكن أن يفقد يومًا بريقه وقوته، أو يقل حماس الجمهور له، فالإبداع مرتبط دومًا بالمعاناة، وليس هناك أقسى من أن يعيش شعب احتلالًا، مهما كتب القدر عليه أن يتعايش معه، سيكون ذلك اضطرارًا وليس قرارًا نابعا من حرية الاختيار، فيلم "200 متر" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة نجح في التأكيد على حاجة الجمهور وتعطشهم للتعرف على هذا العالم، الذي لن تمل السينما الاقتراب منه.

في حواره مع "مصراوي" تحدث أمين عن تجربته الأولى في عالم الأفلام الروائية الطويلة، والفرق بين مشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا ومهرجان الجونة السينمائي، وعن جديده خلال الفترة المُقبلة..

في البداية.. لماذا استغرقت 10 سنوات في الإعداد لفيلمك الروائي الطويل الأول "200 متر"؟

صناعة الأفلام ليس في فلسطين فقط ولكن في العالم العربي كله باتت أمرًا صعبًا، خاصة فيما يتعلق بالسينما المستقلة، الفكرة جاءتني قبل 10 سنوات، وبعيدًا عن الوقت الذي نأخذه في كتابة السيناريو والذي بدأته في 2013، نعتمد في أفلامنا على الإنتاج المشترك مع جهات أجنبية أوروبية، وفي حالتي كانت الصعوبة أنه عملي الأول وأن حكاية الفيلم عن فلسطين، فوجدت البعض غير مهتم بتقديم عمل جديد عن المشاكل والاحتلال.

ألم تفكر في أن يكون عملك الأول بعيدًا عن القضية الفلسطينية حتى تتجاوز هذه الأزمة؟

الفكرة كما قلت كانت مسيطرة عليّ منذ عشر سنوات ولم أستطع إبعادها عن تفكيري، لذلك كان هناك إصرار للبحث عمن يوافق على استثمار فلوسه في الفيلم، وأعتبر العمل نفسه مختلف يحكي قصة إنسانية بعيدًا عن الشعارات السياسية المتعلقة بالقضية.

لكن الجمهور لم يفقد حماسه للأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية ويتعاطى معها؟

صحيح، أتحدث عمن يملكون مقاليد التمويل، السينمائيون وصنّاع الأفلام بعضهم يرى أن ما قُدم في هذه المسألة يكفي، بينما الجمهور يريد المزيد.

سبق وقدمت نفس الفكرة في فيلمك القصير "العبور".. ما سبب تحمسك لتقديمها مرة أخرى؟

صحيح هو نفس العالم، الفيلم القصير يحكي عن 3 شباب يريدون عبور الجدار العازل لرؤية جدهم الذي توفى، وهي قصتي الشخصية، وكنت أعتبره تمهيدًا لفيلمي الروائي الطويل الأول، فطورت الفكرة مع المنتجة مي عودة وقدمناها في فيلم "200 متر".

نعود لمشاركة الفيلم في "فينيسيا السينمائي".. حدثنا عن ردود الأفعال التي جاءتك بعد عرضه العالمي الأول؟

شعرت بالخوف أثناء مشاهدة الجمهور في فينيسيا للفيلم، لم أجد تفاعلًا منهم وقت العرض، لم يفهموا "النكت"، واعتقد أن الأمر متعلق بعدم معرفتهم بالتفاصيل التي تحكي عن المجتمع العربي، لكن انتابتني حالة من السعادة بمجرد الانتهاء، إذ استمر تصفيق الحضور لأكثر من 3 دقائق، وبكيت من التأثر، لان القصة الإنسانية وصلت لهم.

في "الجونة السينمائي" النجوم التفوا حولك لتهنئتك.. كيف رأيت ذلك؟

كنت سعيد جدًا، عندما وجدت الفنان جمال سليمان، الفنانة إلهام شاهين، الفنانة لبلبة والفنانة ليلى علوي، وعدد كبير من حضور الفيلم من النجوم، حريصين على تهنئتي وتقديم التحية لي بعد انتهاء العرض، وهم من كنت أشاهد أعمالهم وتربيت عليها، طرت من السعادة واعتبر يوم العرض من أسعد أيام حياتي.

الجمهور تفاعل بشدة مع ذكر اسم محمد صلاح ومع أغاني المهرجانات.. هل ذلك يعكس تواجد حقيقي لهما في الشارع الفلسطيني؟

الشارع الفلسطيني يحب محمد صلاح جدا، وذكره على لسان أحد الممثلين في العمل يعكس التواجد الفعلي له ومدى اهتمام الجمهور بمتابعة مبارياته، كذلك المهرجانات وصلت إلى فلسطين وبات لها جمهور يحب سماعها، وذلك نتيجة سيطرة الثقافة المصرية على العالم العربي كله، مصر دائمًا تنتج الفن والكل يستهلك.

لماذا لم تجب على سؤال هل الفتاة التي ساعدت البطل إسرائيلية أم لا؟.. وهل تطرق الجمهور في فينيسيا لنفس السؤال؟

حقيقي الجمهور في فينيسيا طرحوا نفس السؤال، والكل اعتقد أنها إسرائيلية، أنا ما حكيت جنسيتها وتركتها للمشاهد، أردت أن يتعامل الكل مع الموضوع كيفما يراه، وبالنسبة لي هي ألمانية تعيش في ألمانيا، والدها إسرائيلي وجاءت لتكتشف عالم تسمع عنه ولا تعرفه، وهي اختارت ألا تحسم الأمر ولم تكشف عن حقيقة جنسيتها.

وماذا عن جديدك خلال الفترة المُقبلة؟

أعمل حاليًا على فيلم جديد ستدور أحداثه في الأردن ولن يكون عن القضية الفلسطينية.

هذا يعني أنك ستبتعد في أفلامك المُقبلة عن الاحتلال وفلسطين؟

بالطبع لا، أي فيلم ستدور أحداثه في فلسطين سيتعلق الأمر بشكل أو بآخر بالقضية الفلسطينية، فالوضع الاجتماعي لا يمكن فصله عن السياسي بأي حال من الأحوال، لكن أقصد أنني لا أخطط أن تكون كل أفلامي عن القضية الفلسطينية، "200 متر" كان وضع مختلف وحكاية كانت تؤرقني منذ الطفولة أردت تقديمها في أول أعمالي السينمائية الطويلة وهذا ما حدث.
يُذكر أن فيلم "200 متر" حصل على أكثر من جائزة في الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي، هي: فوز المخرج بجائزة مينا مسعود، حصول المنتجة مي عودة على جائزة شخصية العام من مجلة فارايتي على هامش الفعاليات، جائزة سينما من أجل الإنسانية، بتصويت الجمهور وقيمتها 20 ألف دولار، وجائزة الفبريسي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان