حوار| مخرج "فاطوم": الجمهور التونسي متحرر والمشاهد الصادمة ليست بجديدة عليه
حوار- منى الموجي:
تُفقدنا الصدمات القدرة على اتخاذ قرارًا سليمًا، نضيع وتخرج عنا تصرفات ليست لنا، فتكون النتيجة تيه لا أخر له، فنندم وقت لا ينفع ندم، ونتمنى لو عادت السنين ليكون لنا قولًا آخر، في "فاطوم" يطارد القدر رجل اكتشف خيانة زوجته فقتلها وعشيقها انتقامًا لشرفه، وهرب ليعيش متخفيًا لا يعرف شيئًا عن عالمه الأول ولا عن أقرب الناس إليه "نجله"، حتى تأتيه النهاية الصادمة.
"فاطوم" فيلم تونسي قصير للمخرج محمد علي النهدي، عُرض ضمن مسابقة سينما الغد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ41، وكان لـ"مصراوي" الحوار التالي معه..
حدثنا عن مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي وردود الأفعال التي جاءتك بعد عرضه؟
سعيد جدًا بتواجدي في مهرجان القاهرة العريق والكبير، وسعيد لوجودي في مصر، التي نعتبرها هوليوود العرب في السينما، لما لها من تاريخ كبير في هذا المجال. الفيلم يشارك في مسابقة سينما الغد، وهي مسابقة بمهرجان دولي تضم أفلامًا من كافة أنحاء العالم.
أما ردود الأفعال فقد كنت متخوفًا جدًا من رأي الجمهور، لكن ما وصلني كان إيجابي.
وما سبب تخوفك؟
الفيلم خاص، وبه مشاهد لم يعتاد على رؤيتها الجمهور المصري "ممكن مش متأكد"، فأنا لا أعرف حقيقة كل الأعمال التي تُقدم في مصر، خفت الجمهور لا يقبل وينزعج، لكن الحمد لله كانت ردود الفعل طيبة، وهو أمر مهم وطيب يكاد يكون أهم من الجوائز، فأكثر ما يهمني أثناء عمل أي فيلم الجمهور.
وهل يختلف استقبال الجمهور التونسي لهذه النوعية من الأعمال؟
الجمهور التونسي اعتاد على الأفلام من هذه النوعية، في تونس شاهدنا الكثير من الأفلام التي كانت ممنوعة في بلدانها، مثلا فيلم "much loved" للمخرج نبيل عيوش، كان ممنوع في بلده المغرب وعُرض عندنا بتونس، الجمهور التونسي متحرر نوعا ما وليس جديدا عليه بعض المشاهد الساخنة أو الصادمة، "في مصر بيقولوا مازال شوية مش متعود".
ألا ترى أن الفيلم قاسي والنهاية سوداوية أم أنك قصدت دق جرس إنذار حتى لا يتعامل البعض مع مشاكله بهذه الطريقة؟
الفيلم مستوحى من قصة حقيقية لرسام ذهب داره بعد غياب طال 3 أيام، ووجد زوجته تخونه فقتلها وعشيقها وهرب، وعند القبض عليه بعد سنوات سأل على ابنه وقالوا له مات في هجرة غير شرعية، واخترت تغيير النهاية حتى يرى مصير ابنه بنفسه، وبالطبع الفيلم قاسي لأن القدر في بعض الأحيان يغير لك حياتك إما للأحسن أو للأسوأ، وللأسف قصة الرسام القدر غير حياته للأسوأ.
وما الذي يعنيه اسم "فاطوم"؟
قد يعتقد البعض أن المقصود اسم امرأة، لكن في الحقيقة الكلمة لاتينية وتعني "المصير"، كنت أرغب في تسميته "المصير" لكن وجدت الكثير من الأعمال تحمل نفس الاسم فبحثت عن كلمة غير مستهلكة وتحمل نفس المعنى، كما أنه اسم يظل في الذاكرة.
لماذا اخترت تأليف وإخراج ولعب دور البطولة في "فاطوم"؟
أنا بالأساس ممثل ومشواري الفني بدأ بالتمثيل وأعمالي كممثل أكثر من الإخراج، عندما كتبت الشخصية أعجبتني وأنا أحب الأدوار المركبة، فاخترت تقديمها، لكن لا ألعب أدوارًا في كل الأفلام التي أخرجها، فعندما لا يناسبني الدور أسنده لآخر.
أيهما تفضل على الآخر "الإخراج" أم "التمثيل"؟
العمل بالمجالين سيسير بشكل متوازي، لدي مشاريع كثيرة كممثل، ولا أتصور أنني سأتخلى عن أي منهما، أحب التمثيل وفي الأصل أنا ممثل، وأحب أيضًا الإخراج لأنه يمنحني الفرصة للحكي على طريقتي والتي تختلف كثيرا عن غيري من الزملاء.
وهل بين خطتك المجيء إلى مصر والعمل بها؟
الفكرة لم تكن مطروحة، لكن الكثير من أصدقائي ومنهم "هند صبري ودرة زروق وظافر العابدين وعائشة بن أحمد"، طلبوا مني الحضور إلى مصر، وكان ردي أنني لن أحضر إلا ومعي عقد كممثل أو كمخرج أو للمشاركة بفيلم في المهرجان، وإن شاء الله يكون هناك مشاريع قريبًا.
على ذكر درة ماذا كان رأيها في الفيلم فقد كانت بين الحضور؟
أعجبها الفيلم كثيرا، ويعجبها السينما التي أقدمها منذ فيلمي الأول، والذي كانت منبهرة به، وأحدث وقت عرضه ضجة كبيرة في تونس، يتكلم عن الرقابة في عصر الديكتاتورية، ووصفوه بالجرأة والتمكن التقني، فهي تعرف أن لدي ما أقوله في الإخراج السينمائي.
فيديو قد يعجبك: