إعلان

تحفة سينمائية بطابع بسيط.. كوارون يستعد لصناعة التاريخ بـ"Roma"

07:10 م السبت 26 يناير 2019

كتب - مروان الطيب:

حقق فيلم الدراما "Roma" العديد من النجاحات النقدية خلال فترة عرضه العام الماضي، إذ عُرض عالميًا لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية لفعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفاز بجائزة "الأسد الذهبي" كأفضل فيلم بالفعاليات، وسط إشادات موسعة من قبل عدد من السينمائيين والنقاد الذين وصفوا الفيلم كونه أحد أهم الأعمال السينمائية في 2018.

الفيلم تدور أحداثه حول "كليو"، التي تعمل خادمة لدى إحدى الأسر في مدينة مكسيكو، لتتوالى الأحداث بينها وبين العائلة، في تفاصيل درامية بسيطة، لكن مفعمة بالحياة بكل مشهد.

نجح المخرج المكسيكي الحائز على جائزة الأوسكار، ألفونسو كوراون، في توصيل العديد من الرسائل الهامة والتي كان لها أثر كبير على المشاهد، منها عائلة "صوفيا" التي يغادرها زوجها ويترك خلفه أطفاله الأربعة، لنشاهد مدى تأثير غياب الأب على العائلة وما يمكن أن يحدث إذ قرر رب الأسرة الرحيل ومغادرة عائلته. وعلى الجانب الآخر، نشاهد "كليو" التي يتم الغدر بها من قبل أحد الشباب بعد حملها منه.

سيناريو "Roma" متماسك بشكل محكم للغاية، ويرجع الفضل لمخرج الفيلم الذي أكد بالعديد من التصريحات الصحفية، أن قصة الفيلم بأكملها تدور في مخيلته الخاصة، وأنه مر بنفس الظروف خلال فترة طفولته، وحاول التواصل مع الأجيال القادمة بنفس الطريقة، وإن عائلته امتلكت خادمة تحمل نفس مواصفات بطلة الفيلم.

اعتمد ألفونسو كوراون بشكل كبير على التصوير، الذي منحه مساحات استطاعت أن تتنفس منها شخصياته بشكل أكثر حرية من أي أعمال سينمائية أخرى؛ فكل مشهد بأحداث الفيلم هو رسالة بذاتها.

حرص كوراون على أن يكون معظم فريق عمل الفيلم على سجيتهم في محاولة منه لخروج الفيلم بالشكل الطبيعي، ما كان له أثر كبير على نفوس المشاهدين.

ساعدت زوايا الكاميرا في التقاط العديد من المشاهد المفعمة بالحياة، وعلى الرغم من وجود عدد من المشاهد المؤلمة وربما الصادمة إلا أنها خدمت الفيلم بشكل عام.

الفيلم يحمل العديد من الرسائل والإسقاطات حول معاناة الشعب المكسيكي بداية فترة السبعينيات، وما واجهه من ظلم وعنصرية في التعامل، وهو الأمر الذي وصل حد القتل، وهو ما نجح كوارون في إظهاره بعدد من المشاهد الحادة من تظاهرات الشوارع والقتل العمد للإنسانية دون وجود أدنى حق.

أحداث الفيلم تتمحور بشكل كبير حول بطلته ياليتزا أباريسيو، في دور "Cleo"، التي نالت ترشيحًا مستحقًا كأفضل ممثلة في دور رئيسي عن الفيلم، وذلك على الرغم من كونه أولى تجاربها السينمائية على الإطلاق في هوليوود.

"Roma" يحمل طابعًا خاصًا للغاية، ودائمًا ما تشعر وكأنك مررت ببعض من مشاهده في حياتك، وأن هناك جزءًا من ماضيك يتم سرده أمامك على شاشة السينما دون أي اصطناع. وكان لأسرة "صوفيا" مفعول السحر في إيصال كل ذلك للمشاهدين.

هذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها ألفونسو كوران قدراته الإخراجية الكبيرة، إذ كانت بداية شهرته بفيلم "Children of Men" عام 2006، والذي ترشح بفضله لـ3 جوائز أوسكار، مرورًا بفيلم "Gravity" عام 2013، الذي منحه جائزة الأوسكار الأولى في مسيرته كأفضل مخرج.

فيلم "Roma" حصل على العديد من الجوائز والترشيحات العالمية مؤخرًا، منها جائزتي "جولدن جلوب" كأفضل فيلم أجنبي في العام، وأفضل مخرج، كما رشح لـ10 جوائز أوسكار لأفضل مخرج، أفضل ممثلة، أفضل ممثلة في دور مساعد، أفضل سيناريو، إلى جانب عدد من الجوائز التقنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان