إعلان

حوار| مخرج "يوم الدين": تمثيل مصر في "الأوسكار" عبء.. وتراجعت عن الاستعانة بممثل محترف

01:37 م الجمعة 28 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الجونة- منى الموجي:

تصوير- علاء أحمد:

رغم دراسته لعلوم السياسة، إلا أن حبه لعالم السينما، جعله يختار طريقًا آخر، مؤمنًا أن ما درسه سيفيده كثيرًا في مجال الإخراج، فالمعرفة في هذا المجال لا تتوقف عند حد معين، نجح في أول أفلامه الروائية الطويلة في لفت الأنظار إليه والحصول على إشادات الجمهور والنقاد عند عرضه في مهرجان "كان" السينمائي، بعد أن تناول حكاية لم يتطرق لها أحد من قبل، هو المخرج الشاب أبوبكر شوقي، الذي يشارك بفيلم "يوم الدين" في مهرجان الجونة السينمائي، وتم ترشيحه ليمثل مصر في مسابقة الأوسكار.

"مصراوي" كان له الحوار التالي مع أبوبكر على هامش فعاليات مهرجان الجونة، إلى الحوار..

في البداية.. كيف رأيت اختيارك للفوز بجائزة "فارايتي" كأفضل موهبة عربية في 2018؟

فخور جدًا، وشرف لي التواجد وسط مجموعة كبيرة من الفنانين وصنّاع السينما في مهرجان الجونة السينمائي لاستلام الجائزة.

الفيلم اختير لتمثيل مصر في جائزة الأوسكار.. هل كنت تتوقع أن يحقق كل هذه النجاحات؟

لم أتوقع ولم أخطط أن يحظى الفيلم بكل هذا الاهتمام، فقط رغبت في تقديم عمل جيد مقتنع به، وكل ما حدث بعد ذلك كان توفيق من ربنا، واعتبر ترشيح "يوم الدين" لتمثيل مصر في "الأوسكار" شرف كبير وعبء.

كيف جاءت فكرة تقديم عمل فني يتناول معاناة رجل مصاب بالجذام؟

البداية جاءت من خلال معرفتي بالمشاريع الخيرية التي تهتم بمستعمرة الجذام، لم أذهب لهذا المكان من قبل، ولم أكن أعرف بوجوده، وبدأت في تنفيذ فيلم تسجيلي وإجراء حوارات مع المتواجدين في المستعمرة عن مرضهم، كانت محاولة ليتعرف عليهم الجمهور.

وأثناء تقديم الفيلم التسجيلي، جاءتني فكرة تقديم فيلم روائي بطله يعاني من التهميش، مريضًا بالجذام، والمرض ترك أثره على وجهه وجسده، ويقرر السفر للبحث عن أهله، وبدأنا في تنفيذ الموضوع.

وكيف جاء اختيار راضي جمال ليكون بطل فيلمك؟

لم أكن أعرف راضي ولم أقابله أثناء تقديم فيلم "المستعمرة"، وبعد قراري بتقديم فيلم روائي عن مريض بالجذام، بدأت البحث عن شخص كان مصابًا بالمرض ويقدم معاناته على الشاشة، ووصلت لراضي.

وما هي الصعوبات التي واجهتها عند صناعة الفيلم؟

تجهيز بطل الفيلم راضي جمال والطفل أحمد عبدالحفيظ للتمثيل، الأمر استغرق حوالي أربعة أشهر.

ولماذا لم تفكر في تقديم ممثل محترف للدور؟

الأمر كان مطروح لفترة، خوفًا من من المرور بتجربة غير محسوبة والاستعانة بشخص لن يستطيع الوقوف أمام الكاميرا، وتجنبًا لأي مشاكل قد تحدث أثناء التصوير، وسعيد في النهاية أنني اخترت الطريق الآخر ولم نستعن بممثل محترف، لأن وقتها الفيلم كان سيختلف تمامًا ولن يصل بنا لنفس النتيجة.

وما سبب تراجعك عن الاستعانة بممثل محترف؟

لأنه لن يستطيع أداء نفس التفاصيل التي عاشها راضي، طريقة تناوله للسيجارة، ارتدائه للملابس، كيف يستخدم يديه، كلها أمور يقوم بها راضي بتلقائية لأنها حياته.

والد راضي في الفيلم برر له عدم سؤاله عنه وتركه في المستعمرة بخوفه عليه من نظرة الناس وحتى يعيش وسط مجتمع يشبهه.. هل هذا إيمانك الشخصي؟

على الإطلاق، هذه الجملة لا تعكس إيماني الشخصي بالطريقة التي يجب بها أن نتعامل مع مرضى الجذام، تعكس إيمان الأب سواء كان صحيحًا أو خاطئًا، الأمر يرجع لطريقة تفكيره وللمشاهد حسب ما يتوقعها، لكن قناعتي الشخصية أنه ليس من المفروض أن يتم وضع أناس في مكان بعيد ليعيش آخرون، الأب كان يحاول أن يجد عذرًا قد يكون هو أيضًا غير مقتنع به.

مع طرح الفيلم للعرض التجاري.. هل تشعر بالقلق تجاه مدى تجاوب الجمهور مع "يوم الدين" والذهاب لدور العرض لمشاهدته وتصنيفه بأنه فيلم مهرجانات؟

الحديث عن الأفلام كأفلام مهرجانات وأخرى تصلح لطرحها في السينما، معتقد خاطئ، هناك فيلم جيد وآخر سيء، الجمهور عليه أن يقرر إذا كان الفيلم جيد فيدخل لمشاهدته، وإذا كان سيء سيتم رفعه من دور العرض بعد يومين ولا مشكلة في ذلك، وأرفض أن يعتبر الجمهور "يوم الدين" فيلم مهرجانات ويقرر على هذا الأساس عدم دخوله، وأعده بأنه سيشاهد فيلم مختلف فعلًا يتناول موضوعات كثيرة.

وهل تعتقد أن فيلمك سينجح في تغيير وعي الناس تجاه مرضى الجذام في ظل استشهاد البعض بالحديث النبوي "فر من المجذوم فرارك من الأسد"؟

اعتقد الناس فهمت الحديث "غلط"، الفرار يتكلم عن الخوف من العدوى، لكن بطل الفيلم "راضي" شُفي من المرض، في البداية يتم وضع المصابين بالمرض في منطقة معزولة، وبعد العلاج تنتهي مسألة العدوى، فقط تظل التشوهات الناتجة عن المرض موجودة في أجسادهم، فالحديث لا يقصد أن تبتعد الناس عن هؤلاء، والفيلم يدعونا لنتعامل مع الجميع بناءً على شخصيتهم لا على شكلهم.

وعن من سيكون فيلمك المُقبل؟

هناك الكثير من المشاريع التي أفكر فيها، لكن لم أحدد بعد المشروع الذي سأقوم بتنفيذه.

هل كلها مشاريع تهتم بالمهمشين؟

أنا جاهز لتقديم فيلم عن كل من يشعر بأنه مهمش، ويريد أن يحكي قصته، فكما فعلت في "يوم الدين" أنا لا أتحدث في الأساس عن المصابين بمرض الجذام، ولكن عن شخص مهمش يحاول أن يعيش حياته رغم كل الصعوبات التي تواجهه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان