إعلان

بالصور - أزمة "الهجرة غير الشرعية" في "الإسكندرية السينمائي"

06:40 م الإثنين 09 أكتوبر 2017

كتب - مصراوي:

أُقيمت على هامش فاعليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط في دورته الثالثة والثلاثين، ندوة حول موضوع "الهجرة غير الشرعية" أدارتها الدكتورة رانيا يحيي، بحضور المخرج الفلسطيني فايق جرادة والسيناريست المصري ناصر عبد الرحمن، إلى جانب حضور العديد من جمهور وفناني المهرجان.

وتحدث "جرادة" عن الفيلم الفلسطيني "مراكب الموت" الذي يُوثق تجارب لثلاثة أشخاص اضطر أصحابها للهجرة عبر البحار إلى أوروبا بعد صعود الحركات المتشددة في عدة أماكن بالوطن العربي. والفيلم من إخراج إياد أبو روك 2017.

وقال "جرادة" أن حالة الهجرة الغير شرعية يعيشها كل الوطن العربي، ويتعرض الكثير من المهاجرين لحالات إنسانية صعبة، يتجهون إلى أوروبا وكأنها الجنة أو المدينة الفاضلة ولكنها ليست كذلك، فهذا ما تصوره الأفلام الغربية وتصدره لشبابنا.

وقال ناصر عبد الرحمن كاتب فيلم المدينة إنتاج عام 1999 إخراج يسري نصر الله، الذي يتناول قصة شاب مصري ترك البلاد مسافرًا إلى فرنسا من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح نجمًا سينمائيا رغم اعتراضات والده الذي يريده أن يسافر إلى الخليج كي يصبح ثريًا، أن هذا أول فيلم مصري يتناول الهجرة الغير شرعية بشكل مباشر.

وقال إنه قام بتأليف كتاب "بهية" تناول فيه قضية الهجرة الغير شرعية الذي نُشر عام 2011م، مشيرا أن الكتابة في هذا الموضوع مرهقة وتحمل الكثير من التفاصيل ، وإذا كتبت عنه الأن ستختلف رؤيتي كثيرًا، فهناك الآلاف من الشباب حالياً لديهم هذه التجربة ومنهم من دفع حياته ثمنًا، أما الآن فهذه القضية أصبحت مهمة جدًا أكثر من قبل، وعلى المستوى الشخصي هناك أشخاص حقيقين أعرفهم خاضوا التجربة وآثروا في حياتي.

ويرى ناصر عبد الرحمن، أن النجاح في مدينة الإنسان الحقيقية هي الأساس، وإن لم ينجح الإنسان في محيطه وأسرته يصعب نجاحه في مكان آخر، فالحقيقة دائمًا أهم من الواقع، فالجمهور أسبق من الفنان وبالتالي تصبح مهمة أن تدهشهم صعبة وتحتاج لمجهود كبير لأنهم عايشوها في الحقيقة، فماذا ستقدم جديد لهم جذاب.

ويروي "عبد الرحمن" ذكريات عرض فيلم المدينة الذي تزامن مع عرض فيلم "همام في أمستردام" للفنان محمد هنيدي، والفيلمين تقريبًا لهم فكرة واحدة وبالرغم من ذلك لم يحقق فيلم المدينة إيرادات بينما حقق فيلم همام في أمستردام الملايين، وتعلمت من ذلك أن الجمهور يحتاج أمل على الشاشة ولو كاذبًا، فبطل فيلم المدينة عاد لوطنه حافياً بينما عاد "همام" بمستوى جيد بعد تجربة ناجحة.

وقام "محمد فاضل" بتحية مهرجان الإسكندرية السينمائي لأنه يتناول دائمًا قضايا مهمة وليس فقد مجرد عرض للأفلام، ولكن المشكلة إننا نتحدث مع أنفسنا – على حد قوله – فالمشكلة لا تتعدى حدود المهرجان، والسبب في رأيه إنه ليس لدينا إعلام ينقل ما نناقشه من قضايا ويتبناها ويعرضها بالشكل الذي يليق بها، وبالتالي لن يستفيد منها أحد.

وأشار "فاضل" إلى فيلم النمر الأسود للفنان الراحل أحمد ذكي الذي ناقش القضية أيضًا ولكن في ظروف مختلفة فهو كان فردًا يحلم بالسفر، ولكن الأن أصبحت تجارة ولها سماسرة وتجار، وناقشت هذه القضية في مسلسل "ليلة التعالب" وكان من إنتاج إتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعُرض على الشاشة مرة واحدة فقط رغم أهمية القضية!

وقال الفنان سامح الصريطي إن عدد الأفلام التي تتناول مشكلة معينة ليست سببًا كافيًا للتأثير في المجتمع، بل قد يكون له تأثيرًا سلبيًا، فصناعة فيلم واحد بشكل جيد ومعروض في ظروف مناسبة قد يكون له قمة التأثير الإيجابي، مثل فيلم "أريد حلًا" الذي غيّر القانون، ولابد أن نُفكر أولًا في أسباب الهجرة الغير شرعية قبل مناقشة القضية نفسها، قد يكون إعلام دولة أخرى وعروض أفلامها بشكل معين يجذب شبابنا إلى هذه الحياه التي قد تكون غير حقيقية.

وأشار "ناصر عبد الرحمن" إلى أن كتاب شخصية مصر للكاتب جمال حمدان آثر بشكل كبير عليه ويُعد من أهم مصادره، فمصر من وقت الفراعنة بلد جاذبة وليست طاردة بدليل جنسيات كثيرة أقامت في مصر وتعود إليها كل فترة، فقد كانت أوروبا هي التي تقوم بالهجرة الغير شرعية إلى مصر في وقت سابق، فكبار التجار في الإسكندرية مثل اليونانيين والايطاليين.

وأضاف "عبد الرحمن" أنه كصعيدي الأصل هاجر هو وأسرته من الصعيد إلى القاهرة وهذه تُعد هجرة غير شرعية، وهذا ليس واجب السينما فقط وإنما هي ثقافة مجتمع، فكلنا لدينا شعور الانتماء للوطن حتى الذين يسعون للهجرة ولكن كيف ننمي هذا الشعور؟ هذا ما يجب أن نفكر فيه.

وأضاف "فايق جرادة" أن داعش أصله فكرة وليس السلاح ولا القوة، والسينما لها دور كبير في القضاء على هذا الفكر، وأحيي مهرجان الإسكندرية السينمائي لتناوله العديد من القضايا الوطنية والقومية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان