إعلان

حوار- مخرج "بارود ومجد": احتفالات المكسيك بـ"الألعاب النارية" مجنونة كأنها نهاية العالم

12:57 م الثلاثاء 03 أكتوبر 2017

حوار- منى الموجي:

تجمع جماهيري ضخم، نيران تضيء سماء المكسيك، أصوات المفرقعات، كلها أشياء تملأ محبي الألعاب النارية في المكسيك بهجة وخوف في نفس الوقت، وشجعت المخرج الإسباني فيكتور جاكوفلسكي، على إنتاج فيلم تسجيلي طويل "brimstone and Glory- بارود ومجد"، يتناول ما يحدث في مهرجان للألعاب النارية في مدينة تالتيبيك المكسيكية.

"بارود ومجد" شارك في مهرجان الجونة السينمائي، ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وفاز بجائزة الجونة الفضية والتي تتضمن شهادة و15 ألف دولار. "مصراوي" أجرى حوارًا مع مخرج الفيلم، والذي تحدث عن تفاصيل مشاركته في "الجونة السينمائي"، رأيه في الجونة، والتحديات التي قابلته في صناعة فيلمه، إلى الحوار..

لماذا اخترت صناعة الألعاب النارية لتتناولها في فيلم تسجيلي؟

احتفالات المكسيك (1)

أحب طول عمري الألعاب النارية، وأشعر أنها تخلق فرحة في قلوب الناس وتعيدهم لمرحلة الطفولة، وحكى لي صديق ألماني، عن فكرة المهرجان الذي يُقام في مدينة تالتيبيك كل عام بالمكسيك، وكيف تضيء النيران سماء المدينة في هذا اليوم، وتملأ الفرحة نفوس المحتفلين، احتفالات مجنونة، فجذبتني الفكرة خاصة وإنني لم أر أي عمل تناول صناعة الألعاب النارية، وشعرت أنني إذا ذهبت لهذه المدينة سأجد قصص إنسانية، لها علاقة بالموضوع وستكون مميزة.

الفيلم ضم قصة رجل بُترت يده بسبب هذا العمل وسيدة فقدت ابنها وشخصية ثالثة عبرت عن كرهها لصناعة الألعاب النارية ولكنها مضطرة للعمل في هذا المجال لأن مدينتها لا تعرف عملًا غيره.. هل استبعدت قصص أخرى أكثر إيلامًا؟

بالطبع استبعدت قصص كثيرة، الهدف من الفيلم لم يكن التركيز على القصص الإنسانية، التركيز كان على التجربة وكل ما يحدث في المهرجان، وتحديدًا المشهد الأخير، وكان مهم أن نُظهر العنصر الإنساني وهو ما حدث من خلال الشخصيات التي تم اختيارها، كجزء من البنية الأساسية للفيلم، وليس كركيزة.

احتفالات المكسيك (4)

الفيلم تقع أحداثه في 67 دقيقة، من أصل 250 ساعة تم تصويرها، قابلت ناس ملهمين، منهم شخص صورت معه ومات بعد التصوير في حادث يتعلق بصناعة الألعاب النارية، وكما هناك أناس يكرهون هذا العمل، هناك آخرون يحبونه ولا يتخيلون العمل في شيء غيره، الأكثر من ذلك البعض يفضل الموت بسببه على الموت بأي طريقة أخرى.

المشهد الأخير كان تصوير ليلة المهرجان التي تُطلق فيها الألعاب النارية وتتحرك فيها الثيران المُشتعلة.. كيف تم التصوير في ظل مخاطر النيران المتطايرة والحركات العشوائية؟

احتفالات المكسيك (5)

الموضوع كان صعب جدًا، شعرت أنهم يحتفلون بنهاية العالم، كأنه يوم القيامة، والمشاعر والحركة سريعة جدا وقوية جدا، وليس سهلًا أن يتم تصوير هذا اليوم، والمشاهد لم يلحظ أن المهرجان تم تصويره على 3 سنوات. أول عام لم نملك الجرأة للتصوير من داخل الحدث، ووقفنا على أطراف المهرجان حتى نستطيع رصد أماكن الخطر، ثم تشجعنا في العامين التاليين، وفريق العمل كان يملك حماس كبير لتصوير الفيلم خاصة وأن معظمهم من المكسيك، ولم يصيبنا أي أذى سوى رتوش بسيطة لبعض فريق العمل، وإصابة في ركبتي.

وكيف سمعت عن مهرجان الجونة السينمائي خاصة وأنه وليد؟

تمت دعوتنا من أحد العاملين في فريق مدير المهرجان انتشال التميمي، ولم أكن زرت الجونة من قبل ولا مصر، وتشجعنا لأننا كنا على معرفة بانتشال أثناء عمله في مهرجان أبو ظبي، ودخلت على الانترنت وبدأت أبحث عن الجونة، ووجدته مكان جميل، وشعرت أنه من الممكن أن تكون تجربة مميزة، وخلال فترة تواجدي في الجونة شعرت بسعادة كبيرة، وأن قرار المشاركة كان صائبًا، وأُعجبت بحماس العاملين في المهرجان، وقابلت صنّاع أفلام استفدت منهم جدا، "مبهور باللي شوفتو ناس طيبيين، الأكل المصري حلو أوي"، ولن تكون الزيارة الأخيرة، لأنني وضعت مصر والجونة على خريطة تفكيري، ليس فقط على المستوى الشخصي ولكن على المستوى الفني أيضًا، وأتمنى زيارة القاهرة لتقديم مشروع فني على أرضها.

احتفالات المكسيك (8)

وما هي الأفلام التي نالت إعجابك في مهرجان الجونة ؟ 

فيلم "الحدود المتوحشة" هو فيلم طويل جدا 4 ساعات تقريبًا، تم تصويره داخل مخيم وينقل الصورة الحقيقية لما يحدث بدون أجندة، ورغم أن به عيوب كثيرة لكنه فيلم مهم، وشاهدت أيضًا فيلم "القضية 23" واعتبره تجربة تعليمية وتثقيفية بالنسبة لي، يحكي عن الصراع بين المسلمين والمسيحيين، واللاجئين وأولاد البلد في لبنان، وكانت لدي فكرة عن هذا الصراع لكن الفيلم منحني تجربة حقيقية وجعلني أقترب أكثر من طريقة تفكير الطرفين، واستطاع نقل أحاسيس هذه الفئة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان