إعلان

"نوارة".. "براءة" شعب سجنته أحلام الثورة المشروعة- (ريفيو)

01:30 م الثلاثاء 05 أبريل 2016

نوارة وجدتها

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

"تأييد حبس مبارك ونجليه"، "120 مليار جنيه ثروة مبارك في بنوك الخارج"، "مصادرة أموال رجال النظام السابق"، "محاولات لاسترداد الأموال المنهوبة لتوزيعها على الشعب المصري"، "200 ألف جنيه نصيب كل مواطن من الفلوس المنهوبة"، "مصر مش بلد فقيرة.. مصر بلد منهوبة"، جمل سمعناها مرارا وتكرار، وباتت أحلام شعب "بريء" اعتقد في سهولة تحقيقها، بعد أن جاءت بها ثورة مشروعة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي "نوارة".

نوارة وعلي

لكل إنسان نصيب من اسمه، لكن من الواضح أن هذا النصيب غاب عن "نوارة"، تلك الفتاة التي ظلت عاجزة عن تحقيق حلم تكوين أسرة مع من تحب، بعد أن فشلا في إيجاد أربعة جدران تأويهما لاتمام الزيجة بدلا من أن تظل حبرا على ورق، وكيف السبيل لها فـ"العين بصيرة واليد قصيرة".

تعمل نوارة خادمة ورثت المهنة عن والدتها، وتربت في بيت رجل ينتمي إلى النظام السابق، مرتبطة بشاب بسيط الحال ينتمي لأسرة نوبية رفضت والدته في البداية أن يرتبط ابنها بفتاة غير نوبية، إلا أن مع العشرة تأكدت أنها فتاة صالحة. علامات الرضا لا تفارق وجه نوارة، دائما تدعم حبيبها وزوجها، تطالبه بالصبر مؤكدة له أن الأيام المُقبلة ستحمل لهما الأفضل، حتى تسلل اليأس لنفسها لتكفر بكل ما كانت تؤمن به.

يعكس الفيلم الفرق الشاسع بين من ينتمون لطبقة المال والأعمال والسلطة وبين الفئة التي تنتمي لها نوارة، والتي حتى تصل للـ"كومباوند" الذي تعمل فيه تضطر لركوب أكثر من وسيلة مواصلات، تمر بشوارع ومناطق تفصل بين عالم المصريين وعالم أخر يعيش أصحابه في حياة مرفهة، تحيطهم عزلة تامة وتفصلهم جدران عالية، مع مرور الوقت يصبح عالمهم جزيرة مهجورة، حيث يقرر أهلها الفرار بإرادتهم إلى الخارج، قبل أن تلاحقهم القضايا وتلقي الشرطة القبض عليهم.

تجد نوارة نفسها مطالبة بحماية أموال أسرة غائبة، تستميت لتصون أموال الغير التي بقليل منها تتحقق كل أحلامها، تظن أنها صبرت ونالت، بهدية صغيرة تمنحها لها "الست"، قدرها 20 ألف جنيه، تقرر أن تمنح نصفها لوالد زوجها حتى يُجري عملية جراحية ضرورية، والنصف الآخر لاستئجار شقة –قانون جديد- تجمعها أخيرا بحبيب العمر، وهو الحلم الذي سيظل حبيسا خلف القضبان.

منة شلبي في فيلم نوارة

من أجمل مشاهد الفيلم، تلك المشاهد التي تذهب فيها نوارة للحصول على مياه نظيفة للشرب، تتركها لجدتها المُسنة، التي تشاركها غرفة في بيت يشبه "الربع"، يسكنها إناس بسطاء، رغم ضيق الحال وظروفهم الصعبة لم يفارقهم الحلم بحياة أفضل، تتحقق بدخول المياه إلى بيوتهم، وبحصولهم على 200 ألف جنيه.

أشارت مؤلفة ومخرجة الفيلم هالة خليل بشكل مستتر إلى المصير الذي ينتظر بطلة فيلمها، من خلال تكرار مشهد ملأ "الجراكن" بالمياه، ففي أحد المشاهد نجد نوارة تسير في طريقها الطويل، لتدخل في ممر ضيق يتسع الكادر وتسير نوارة محملة بأعباء الحياة الثقيلة، وأمامها مأذنة، في صورة رائعة، وكأنها تقول إن هذا الطريق هو الذي يسيره الشعب بمفرده متمسكا بالأمل والثقة في الله.

مشاهد الحارة في "نوارة" -رغم قلتها- تذكرك بحارة رائد الأفلام الواقعية المخرج صلاح أبوسيف، فهي مشاهد قريبة من القلب بعيدة عن تلك التي نراها في الأفلام التي تجعلك تظن أن الحارة الشعبية باتت ملجأ لأعمال البلطجة.

منة شلبي في نوارة

فيما عدا مشهد انقضاض الكلب على "نوارة"، كان آداء منة شلبي لشخصية نوارة مميز جدا، ودليل قوي على أنها انتقلت لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية، تمتاز بالنضج، كما كان آداء أمير صلاح الدين في دور "علي" مميز، ولا يخلو من خفة ظل، أما الآداء الأكثر تميزا فكان من الفنان محمود حميدة، بينما أخفق الفنان عباس أبو الحسن في ترك أي بصمة عبر دوره بالفيلم، فمر دوره مرور الكرام، لا يتذكر منه المشاهد سوى صوت عال ضاعت معه الكلمات وباتت مبهمة.

قد يخرج الجمهور من صالة العرض محملا بحالة من التشاؤم والإحباط، وقد يظن البعض أن الفيلم يهاجم الثورة من خلال التأكيد على فكرة أنها لم تحقق أهدافها، وهو ما لم يقصده الفيلم بالطبع، هو فقط أراد التعبير بصدق عما حدث.

أثناء استلامها جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي

الجدير بالذكر أن دور العرض السينمائية كانت قد استقبلت فيلم "نوارة" في 23 مارس الماضي، وهو من تأليف وإخراج هالة خليل، بطولة منة شلبي –فازت بلقب أفضل ممثلة في مهرجاني دبي وتطوان-، محمود حميدة، أمير صلاح الدين، شيرين رضا، رجاء حسين، أحمد راتب، رحمة حسن، ومن إنتاج شركة ريد ستارز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان