إعلان

حوار- مخرج "حكايات قريتي": الإسلاميون أغلقوا السينمات في "العشرية السوداء" بالجزائر

12:28 م الإثنين 21 نوفمبر 2016

حوار- منى الموجي:

رغم أنه غادر بلده الجزائر منذ أربعين عام تقريبا، إلا أنه يؤمن بأن الجزائري قد يخرج من وطنه لكن يظل الوطن ساكنا فيه، هو المخرج الجزائري كريم طرايدية، الذي يعيش حاليا في هولندا، ومع إعلان الاحتفال بمرور خمسين عام على استقلال الجزائر، جاءته الفرصة ليقدم حكاياته مع الاستعمار الفرنسي عندما كان طفلا في فيلم "حكايات قريتي".

كريم يشارك بالفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، بدورته الحالية، وعلى هامش الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم مساء أمس الأحد، التقى "مصراوي" بكريم ليحدثنا عن فيلمه، إلى الحوار...

هل شاركت من قبل في مهرجان القاهرة السينمائي أم أنك تشارك لأول مرة؟

في البداية أنا سعيد وفخور بوجودي في مصر، البلد الذي أحبه، وبالمشاركة في مهرجان مهم عمره 38 سنة. وشاركت عام 1999 بفيلم هولندي اسمه "العروسة الهولندية"، لكنه عُرض خارج المسابقة، أما هذه الدورة هي الأولى لي للمشاركة في المسابقة الرسمية.

وكيف جاءت مشاركتك في المسابقة الرسمية بفيلم "حكايات قريتي" ؟

الجهة المنتجة سجلت الفيلم لدى مهرجان القاهرة كما يحدث مع كل الأفلام، وبعدها تلقينا رد من المهرجان يفيد بقبول فيلمنا.

ذكرت في الندوة التي أقيمت لمناقشة الفيلم مع الجمهور أن أحداث الفيلم حقيقية وتتحدث عنك وعن أسرتك.. لماذا لم تفكر في تقديم الفيلم قبل 2016؟

فكرت بالطبع، منذ عام 2000 وأنا أفكر في تقديمه، أعيش في هولندا والفيلم يجب أن يُصور في الجزائر، وبحثت عن منتج في هولندا لم يمنحوني سوى 650 ألف يورو فقط، في حين أن تكلفة الفيلم ستصل إلى مليون و800 ألف يورو، حتى أعلنت الجزائر عن فتح مسابقة لإنتاج أفلام عن الاستقلال بمناسبة مرور خمسين عام، فقدمت وقُبل عملي.

مشهد وقوف الأطفال صفا لتطعمهم السيدة الفرنسية العسل بإصبعها في أفواههم.. هل له دلالة خاصة؟

عندما كنت طفلا لم أكن أشعر بأن هذا الموقف مهين، لكن عندما كبرت وتذكرته أردت الانتقام لذلك جعلت أحد الأطفال "يعض" إصبعها.

وهل تتذكر مواقف أخرى شعرت فيها بالإهانة ولم تظهرها في الفيلم؟

كثير، جدتي كان عندها معزة كل ليلة أذهب بها لبيت جيراننا لتكون بعيدة عن عيون المستعمر، الذي إذا شاهدها سيأخذها، وفي يوم كذبت على جدتي ولم أذهب بها فأخذوها، وفي يوم ذهبت معها لإحضار ماء للمنزل من مكان بعيد فشاهدت قواتهم يقتلون أحد المجاهدين أمامي، وكان هناك مشهد كنت انتوي تصويره لكن حذفته لضيق الوقت، عن السلك الذي يضعه المستعمر وتسبب في تمزيق وجه فتاة صغيرة.

لماذا لم تستعن في الفيلم بالموسيقى التصويرية؟

لا أؤمن بضرورة استخدام الموسيقى بكثرة، قد تخلو المشاهد عندي من الحوار والموسيقى، فانا لا أخاف الصمت في أفلامي.

مشهد النهاية بسرقة العلم الجزائري من "بشير" ووفاة خاله بدى محيرا.. ففي نفس وقت اعلان الاستقلال يُسرق العلم ويموت قريب عزيز.. لماذا قدمته على هذا النحو؟

قصدت أن يصل هذا الاحساس للجمهور، وأردت إثارة حيرة الجمهور في النهاية، لأن عندما كنت طفلا شعرت بهذه الحيرة، وكانت الضبابية تسود المشهد في ذلك الوقت.

هل عُرض "حكايات قريتي" في الجزائر؟

مرة واحدة في مهرجان عنابة، لكن لم يُطرح في دور العرض السينمائية هناك. في الجزائر ليس لدينا سوى 10 سينمات فقط، بعدما كنا نملك حتى1962 حوالي 453 سينما.

لماذا؟

تركت الجزائر في 1976، واعتقد أن الإسلاميين هم السبب في الوقت الذي يُطلق عليه "العشرية السوداء"، أغلقوا كل شيء موسيقى وسينما، كانوا يفجرون السينما بمن فيها من جمهور، والحكومة بعد ذلك لم تفعل شيء لتعيد الصناعة من جديد، لكن مؤخرا أنا سعيد أننا بدأنا نقدم هويتنا الجزائرية في السينما والدراما، واصبح لدينا لغة سينمائية خاصة بنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان