"فلورنس فوستر جينكنز".. دع الشغف يقودك "ريفيو"
كتبت- هدى الشيمي:
أحيانا يصيبك الشغف تجاه شيء ما، أو تحلم بإنجاز عمل وتجد أمامك الكثير من المعوقات، والظروف التي تمنعك، قد ترضخ لها في النهاية، أو تكون قويا صلدا ولا تيأس مثلما فعلت مغنية الأوبرا الأمريكية "فلورنس فوستر جينكنز"، في فيلم السيرة الذاتية الذي يحمل نفس الاسم، ويعرض في فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
تدور الأحداث في أربعينيات القرن الماضي، حول سيدة مجتمع نيويوركية تعشق الغناء والموسيقي، فكرست حياتها لهما، بالرغم من أنها تملك صوتا جعلها محل سخرية كل من يسمعها، ولم تساعدها دروس الموسيقى المكثفة على يد معلمها الشاب الموهوب، والذي يلاحظ –فيما بعد- طيبة قلبها ورقتها واخلاصها الحقيقي للموسيقى فيقرر مساعدتها.
تقاتل جينكنز الظروف طوال أحداث الفيلم، المعروضة في ساعتين إلا عشر دقائق، وتحارب مرض الزهري الذي انتقل له عن طريق زوجها السابق، وتتعامل مع قسوة المجتمع بابتسامة عريضة وقوة استمدتها من زوجها الطيب، ممثل المسرح الذي لم يحالفه الحظ، فوهب حياته لزوجته، وحاول تهيئة كل شيء في سبيل تحقيق سعادتها، ووصل به الأمر لتقديم رشاوى لمعارضيها ومنتقديها، حتى لا يفصحوا عن آرائهم الحقيقية في صوتها وموهبتها.
كثرت الإشادات بأداء أبطال الفيلم عقب عرضه، فاستطاعت الممثلة الأمريكية،ميريل ستريب، تجسيد شخصية "فلورانس" ببراعة فائقة، ووصفها النقاد بأنه أحد أفضل أدوارها، إذ أنها قررت أن تغني بصوتها الحقيقي، ولم تكن المرة الأولى التي تغني فيها فسبق وغنت في عدة أفلام مثل "Mama Mia"، وفيلم "Into the woods"، إلا أن الأمر هذه المرة كان مختلفا فقدمت ستريب أغاني بصوت نشاز، وتقول ستريب في حوار لها بشبكة "إيه.بي.سي" الأمريكية "كان دورا صعبا ومرهقا، ولكنني أحببت شخصيتها جدا، تعاملت مع الأمور بمرح، وكان لديها دائما طموح وشغف تجري ورائه".
ويعد الفيلم عودة قوية للممثل البريطاني هيو جرانت، والذي بالرغم من موهبته الكبيرة إلا أنه تحرك في مشواره الفني بخطوات بطيئة جدا، وأرجع البعض ذلك للمنتجين الذين لم يقدروه كما ينبغي. قدم جرانت شخصية جمعت بين الجدية والحزم، والحيوية والانطلاق، وحافظ خلال ذلك على عاطفته القوية تجاه فلورانس، وظهر ذلك في تعبيرات وجهه ونبرة صوته، وحصل جرانت على جائزة هوليوود السينمائية لأفضل ممثل مساعد عن هذا الدور.
كما يمثل الفيلم انطلاقة قوية للممثل الأمريكي الشاب سيمون هيلبرج، الذي حقق نجاحا كبيرا بعد مشاركته في المسلسل الكوميدي "the bing band theory"، وغير جلده والصورة بصورة فاجأت الجمهور، بتجسيد شخصية عازف البيانو الشاب "ماكمون".
واعتمدت الموسيقى التصويرية للفيلم على البيانو، والكمان وغيرها من الآلات الأوركسترا الداعمة لفكرته، التي تدور في فترة شاعرية امتلأت فيها نيويورك بالأضواء، والحفلات الغنائية وكأنها تحاول الابتعاد عن مشاكل الحرب الطاحنة.
فيلم "فلورنس فوستر جينكنز" من إنتاج 2016، ومن إخراج ستيفين فريزر ، وتجاوزت أرباحه 27 مليون دولار أمريكي، مقابل ميزانية انتاج وصلت إلى 19 مليون دولار.
فيديو قد يعجبك: