حكاية أربع سير ذاتية جسدها الفتي الأسمر أحمد زكي

كتب ـ حسين الجندي:

بعد مرور 10 سنوات على رحيل الفتى الأسمر أحمد زكي، لازال الجميع يتذكر حكاية أربع سير ذاتية جسدها بإتقان ونالت النجاح الكبير بداية من طه حسين وصولاً لعبدالحليم حافظ.

طه حسين

بعمة وقفطان ونظارة سوداء علي وجهه، تقمص الفنان الراحل أحمد زكي شخصية عميد الأدب العربي طه حسين عندما جسد شخصيته من خلال مسلسل ''الأيام'' عام 1979، وببراعة المعني الحقيقي للتقمص والاندماج فقد استطاع أن يُبهرنا بدوره في هذا العمل، ليُثبت زكي بذلك أنه ممثل متعدد المواهب وليس كأي ممثل عادي.

أحمد زكي الذي ولد بمحافظة الشرقية، استطاع في هذا العمل الذي يتكون من 13 حلقة أن يُعرف الأجيال من هو عميد الأدب العربي، وأستطاع أن يدخل في الشخصية والأبعاد الثلاثية الخاصة بها الذي اكتملت في الفتي الأسمر، حتي يضع نفسه بين الكبار.

قدرة اندماجه في الشخصية جعلت هذا العمل ناجحاً، بالإضافة الي مشاركة نجوم السينما في هذا العمل فقد عمل زكي في مسلسل ''الأيام'' مع كلاً من ''محمود المليجي، يحيي شاهين، أمينة رزق، وصفية العمري، وحمدي غيث، وحسين الشربيني'' كل هذه العلامات عندما تكتمل في عمل يقوم ببطولته احمد زكي، فهي تؤكد أنهم يثقون فيه كل الثقة.

ناصر 65

عدد كبير من السير الذاتية التي جسدها الراحل أحمد زكي، لم تتوقف عند مسلسل ''الأيام'' فقط، ولكنها امتدت لتصل الي أنه في عام 1995 جسد الفتي الأسمر شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في مسلسل ''ناصر 56''، وعرف وقتها أن أحمد زكي رفض استخدام أنف صناعية تم تصميمها لكي يكون مشابهًا تمامًا للرئيس جمال عبدالناصر.

هذا العمل يعتبر هو من أهم الأعمال الفنية عامة والسينمائية خاصة في تاريخ السينما، وخاصة أنه تم التركيز في جزء معين من تاريخ تولي ناصر الحكم، وهي قصة تأميم قناة السويس، اندمج زكي بكل طاقته في هذا العمل، حتي يمكن أن نطلق عليه ''أستاذ مدرسة الاندماج''، وحقق هذا العمل نجاحاً كبيراً وقتها وحتي الأن>

على الرغم من عدم التشابه بين عبدالناصر وأحمد زكي، إلا أنه استطاع أن يتقمص الشخصية إلى حد جعل المشاهدين يقتنعون أن عبدالناصر فعل ذلك بهذه الطريقة، ومن هنا سَطر أحمد زكي لنفسه أسلوباً خاصاً في الفن وتميز عن نجوم جيله.

أيام السادات

كان تجسيد شخصية عبدالناصر هو الباب الرئيسي لأن يدخل زكي في قصة أخري وهي تجسيد شخصية الزعيم الراحل محمد أنور السادات، عندما قدم فيلمه ''السادات''، تحمس زكي لهذه التجربة الضخمة جعله يقوم بانتاج الفيلم علي نفقته الخاصة، بمشاركة اتحاد الاذاعة والتليفزيون.

لم يلق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً علي المستوي المادي وقت عرضه في السينمات، ولكن مع مرور الوقت حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وخاصةً أن المشاهد كان يتابع الفيلم وكأنه يقرأ قصة حياة السادات الحقيقية، لما أضفي له زكي من مصداقية في الحركة وطريقة حديثه وامساكه لـ ''البايب'' الذي كان يدخن به السادات نفسه.

حقق أحمد زكي بفيلمه ''السادات'' نجاحاً كبيراً فيما بعد، وحصد جائزة أحسن ممثل عن هذا الفيلم عام 2001، كما وحصل أيضا درع محافظة المنيا، ودرع جامعة المنيا تقديراً لدوره الوطني في تقديم الأفلام الوطنية عن فيلم ''السادات''، ووقتها منحه أيضاً الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وسام الدولة من الطبقة الأولى كنوع من التكريم له عن أدائه في فيلم '' أيام السادات''.

حليم

آخر أعمال الفتي الأسمر، أو كما لقبه النقاد والجمهور ''الامبراطور'' هو فيلم ''حليم''، والذي جسد فيه زكي شخصية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، عام 2006، ورغم مرض زكي الشديد في ذلك الوقت، الا أنه أصر علي تقديم العمل، ولكنه لم يكمل مشاهده فيه، وقام بدور عبدالحليم الصغير في العمل نجله الفنان الشاب هيثم أحمد زكي.

لم يحقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً علي المستوي المادي أو الفني، فقد حصد عدة جوائز لم تكن منها جائزة للتمثيل هم ''جائزة الإخراج لشريف عرفة، جائزة الموسيقى للموسيقار عمار الشريعي، جائزة المونتاج لداليا الناصر، جائزة أفضل شركة إنتاج شركة جودنيوز''.

أوجه الشبه في حياة العندليب والفتي الأسمر، هي العالمة البارزة في ذلك العمل، فجاءت نشأة كل منهما بمحافظة الشرقية، عامل رئيسي، بالإضافة الي عيون أحمد زكي وحليم تفتحت على الدنيا وهما يتيمان يفتقدان لحنان الأبوين.

وبهذه الشخصيات التاريخية المصرية استطاع أحمد زكي أن يضيف الي رصيده الفني علامات من علامات الفن، وأن يسطر اسمه من ذهب بين النجوم في ذلك الوقت وعلي مدار تاريخه، ومع كل عام يمر تأتي ذكريات هؤلاء الشخصيات يتم عرض تلك الأفلام .