إعلان

"النار".. يوم واحد كفيل بإخراج أعظم مخاوفك

06:16 م الجمعة 20 نوفمبر 2015

الفيلم الأرجنتيني النار

كتبت-رنا الجميعي:

التوتر، القلق، الغضب والحزن، كلها أحاسيس إذا اشتدت ستصير مثل النار تنهش بداخلك، وتنحيك عن التفكير السليم، وإذا لم تفتح غطاء مشاعرك ولو قليلًا، فستنفجر، تؤذيك أنت وأحبتك، الفيلم الأرجنتيني "النار" يناقش تلك الفكرة من خلال حبيبين، عُرض الفيلم بقاعة الهناجر ضمن مهرجان القاهرة السنيمائي.

لوسيا الطباخة على علاقة بمارسيلو، المُدرس الشاب، يُحبان بعضهما، ويقيمان في شقة واحدة، اعتزما على شراء شقة أخرى، فمنح الأب لوسيا المال المطلوب، في بداية يومهما ذهبا للاتفاق على العقد، لكن المسئول عن ذلك تغيّب، وتأجلت العملية ليوم آخر، مُجرد أربعة وعشرين ساعة، لكنها كانت كفيلة لإخراج مخاوفهما، وبعثرتها، فيما يتنازعا حد الصراخ بينهما، وتفكير لوسيا في الانفصال.

يُمكنك أن ترى اثنين من المجانين، يرتفع صوتهما، تتسع حدقة عينهما، يكسر مارسيلو كل ما يجده في طريقه، يبعثر الدولارات كلها على الأرض، يوم الانتظار جعل لوسيا تستدعي كل مخاوفها من حبيبها، أنه رافض لمال والديها لكنه مدرس لا يقدر على شراء شقة وحده، تظن أنه يكرهها، كل ما تستقبله منه سلبي، فهو لا يحبها، ولا يريدها، مارسيلو كلما غضب بدأ بالصراخ عاليًا، ومع حدة غضبه يُمكنه الاقتراب من ضربها، درجة أن أصابعه صنعت علامة على جلدها، حينما حاول جذبها لتجلس بالسيارة مجددًا.

لوسيا كلما اشتدت الحدة بينهما، تبتعد، حينما كانت بالسيارة أرادت الخروج منها، مع تفكيرها بالانفصال، بكت، اكتشفت وجود مسدس لمارسيلو بخزانة الثياب، ثُم رمت في وجهه 

اكتشافها بين مجموعة من الأصدقاء.

كانت الماء عاملًا مهمًا بالأحداث، أكثر المخرج، خوان شنيتمان، هي المُعادل لغضبهما، أكثرا لوسيا ومارسيلو من شرب المياه أو الاستحمام، أو غسل وجهيهما، محاولة إهداء ما بداخلهما، وإطفاء الغضب المسُتثار.

تذهب لوسيا لعملها بالمطعم، أما مارسيلو فيتعرض لمشكلة بالمدرسة، بسبب اتهام والدة أحد التلاميذ له بضربه، هو ما يجعله حادًا أيضًا، لكنه يخفي عن حبيبته متاعبه، أما لوسيا فتتعرض لنوبة سعال تقيء بسببها دمًا، تجد الطبيب فرصة لسرد مخاوفها عليه، التي تفلت منها.

لا يوجد أحداث حقيقية بالفيلم، فالزمن بالفيلم هو يوم واحد، لا توجد أماكن كثيرة تم التصوير بها، بين المطعم وعيادة الدكتور، المدرسة والشارع، أما منزلهما فيستأثر بالعديد من المشاهد، فالصمت المتوتر بينهما أحيانًا، ومرات أخرى الشجار والصراخ، ينتهي اليوم بعد محاولة لوسيا مغادرة المنزل، لكنها تعدل عن ذلك، في بداية اليوم الثاني يذهبا لشراء البيت الآخر، ثُم دخولهما لشقتها الجديدة، تفتح لوسيا صنبور المياه، وتغسل وجهها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان