إعلان

حسن فايق.. "أبو ضحكة جنان" الذي ساند سعد زغلول ومات مشلولاً

01:06 م الأحد 21 سبتمبر 2014

حسن فايق


كتبت- منى الموجي:

واحد من كوميديانات زمن الفن الجميل، هو صاحب أشهر صلعة وضحكة في تاريخ السينما المصرية، وصاحب وجه طفولي وملامح بريئة تجعله يدخل إلى قلب المشاهد دون استئذان، قدم حوالي 200 عمل فني رسم خلالهم الضحكة على شفاة الملايين، فلم يعتاد عليه الجمهور سوى ضاحكا مبتسما دائما خاصة في السينما رغم تقديمه للعديد من الأدوار الجادة على خشبة المسرح، هو نجم الكوميديا الفنان حسن فايق.

فران البندقية
ولد حسن فايق في الإسكندرية عام 1898، وكان والده موظفا في جمرك الإسكندرية، استقال وانتقل وأسرته إلى القاهرة ليسكنوا منطقة حلوان، وفتح هناك محلا لتجارة الأقمشة، وهي المهنة التي عمل بها فايق بعد وفاة والده قبل أن يجذبه سحر التمثيل، حيث عشق عالم الفن والتمثيل منذ الصغر وبدأ في احتراف التمثيل وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، عندما شارك في مسرحية "فران البندقية" مع فرقة الهواة وكانت بطلة العرض روز اليوسف، وانضم إلى عدد من الفرق المسرحية بدأها بفرقة عزيز عيد وفرقة عبد الرحمن رشدي، وفرقة جورج أبيض، إلى أن قرر الاستقلال عن هذه الفرق وتكوين فرقة مسرحية خاصة به، وهي الفرقة التي ضمت استيفان روستي، حسين رياض، عباس فارس، وكان أول عروضها مسرحية من تأليفه حملت عنوان "ملكة الجمال" عام 1919.

مونولوجيست
اشتهر فايق في بداية حياته كمنولوجيست يحرص على انتقاد الواقع وتناول قضايا مجتمعه عبر المونولوجات التي كان يقوم بتأليفها وتلحينها له ولغيره من الفنانين، وهو ما كان يفعله في المسرحيات التي قدمها في فرقته المسرحية حيث اختار أن يناقش موضوعات اجتماعية ووطنية، فجعل المسرح منبرا يخاطب به الجمهور ويبث فيهم روح الوطنية، فعكست أعماله المسرحية إيمانه بقيمة الفن والدور الذي يجب أن يلعبه في تقديم رسالة للجمهور، ومن بين المسرحيات التي حملت رسالة للجمهور "محمد وحنا" وفيها ناقش قضية الفتنة الطائفية التي حاول الاحتلال الانجليزي إشعالها لينشغل الشعب المصري عن قضيتهم الاساسية وهي الاستقلال، وهي المسرحية التي حضرها الزعيم سعد زغلول وألقى خطبة سياسية في الجمهور بين فصولها.

أولاد الذوات
وبدأت علاقته بالسينما مع بداية الثلاثينات من خلال مشاركته في فيلم "أولاد الذوات"، ليقدم طوال تاريخه السينمائي أدوار مساعدة ورغم أنه لم يعرف طريق البطولة المُطلقة، إلا أنه استطاع أن يكتب اسمه بحروف من نور ويحجز لنفسه مكانة متميزة، لم ينافسه فيها أحد رغم ابتعاده عن التمثيل منذ أن اصيب بالشلل، حيث ظل في بيته لسنوات يعاني من آلام المرض حتى رحل عن عالمنا قبل ما يزيد عن الثلاثين عام في سبتمبر عام 1980.

ضحكة الباشا
طريق فايق لم يكن مفروشا بالورد في عالم التمثيل، حيث اضطر إلى أن يقتسم غرفة مع صديقه الفنان حسين رياض في حي السيدة زينب، ليتقاسمها أجرة الغرفة والمعيشة.

ولضحكة فايق سر كشف هو عنه في أحد حواراته، حيث أكد أن الضحكة لم تكن من خياله، ولكنه فوجئ في يمو عند تقديمه لمسرحية "أنيس الجليس" بجلوس أحد الباشوات في الصف الأول، وكان يطلق هذه الضحكة الطفولية، وهو ما كان يثير ضحكات الجمهور من الجالسين حوله، فقرر اقتباس هذه الضحكة لتصبح رفيقة مشواره الفني.

ومن أشهر أفلام فايق "العقل والمال، حكاية جواز، أم رتيبة، الزوجة 13، شارع الحب، البوليس السري، ليلة الدخلة، نشالة هانم، لهاليبو".

زواجه ورحيله
تزوج حسن فايق مرتين، استمرت الزيجة الأولى حوالي 40 عام، ونتج عنها ابنتيه، وانتهت بوفاة زوجته، بعدما تجاوز الستين ليجد نفسه وحيدا، خاصة بعد زواج ابنتيه فقرر الزواج من أخرى ولكن كانت تصغره بحوالي ثلاثين عام، الأمر الذيجعل الصحافة تهاجمه، خاصة وأنه لم يكن تجاوز على رحيل زوجته 40 يوم.

استمرت معاناة حسن فايق من آلام المرض بعد سقوطه واصابته بشلل نصفي ما يقرب من 15 عام، عاشها بعيدا عن الأضواء في بيته، ليرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 82 عام.

فيديو قد يعجبك: