إعلان

فريد الأطرش.. "ملك العود" الذي أحب سامية جمال وعشقته ملكة سابقة

12:20 م الخميس 10 أبريل 2014

فريد الأطرش


كتبت – منى الموجي:

أحد أمراء عائلة "الأطرش"، الذين عانوا من الاحتلال الفرنسي كغيرهم من أهالي سوريا، حيث اعتزم الفرنسيون اعتقال آل الأطرش لوقوفهم في وجه الاحتلال، فظل والده مطاردا، واضطرت أمه الأميرة علياء المنذر أن تهرب وتأتي إلى القاهرة خوفا على ابناءها، ولم يكن عمر فريد وقتها قد تجاوز الخامسة بعد، فباتت مصر وطنا بديلا شهد شقاءه وحرمانه إلى أن فُتحت له أبواب الشهرة والنجومية.

ولد فريد فهد الأطرش في عام 1917 بجبل العرب بسوريا، وعانى في بداية حياته بالقاهرة، واضطر إلى إخفاء نسبه الحقيقي، فاستبدل هو وأشقائه اسم عائلة "الأطرش" بـ "كوسا" حتى يضمن ألا يلاحقهم أحد في مصر، ولكنه طُرد من مدرسة "الخرنفش" الفرنسية بعدما كُشف أمر نسبه، عندما زار المدرسة هنري هوواين والذي أعجب بغناء فريد وأشاد بعائلة الأطرش فطُرد من المدرسة، لكنه التحق فيما بعد بمدرسة أخرى.

لم يكن بيت الأطرش بعيدا عن حب الفن والغناء حيث امتلكت الأميرة علياء صوت شجي، فلجأت إلى استغلال صوتها الجميل حتى توفر لها ولأبنائها النفقات اللازمة، بعدما انفقت كل اموالها وضاقت بها الدنيا، فبدأت العمل كمطربة في روض الفرج، وكان شرط أبناءها أن يرافقها فؤاد وفريد طوال الوقت.

التحق فريد بمعهد الموسيقى، وعمل في نفس الوقت كبائع للقماش وموزعا للإعلانات حتى يوفر مصروف جيبه ويساعد أسرته، وكانت البداية الحقيقية في مشواره الفني مقابلته للمطرب إبراهيم حمودة الذي عرض على "ملك العود" أن ينضم إلى فرقته، ثم التحق بفرقة بديعة مصابني التي كانت وقتها تمتلك أهم صالة تخرج منها العديد من المطربين والراقصات، من بينهم فريد الأطرش، سامية جمال، تحية كاريوكا.

انتصار الشباب
قدم فريد في السينما ما يزيد عن الثلاثين فيلم، بدأها عام 1941 بفيلم "انتصار الشباب" وهو الفيلم الأول أيضا لشقيقته أسمهان، وكانت الأفلام في معظمها تدور حول رحلة صعود مطرب، بعد تخطيه العديد من العقبات الحياتية.

وكان في أغلب هذه الأفلام يختار اسم "وحيد" أو "فريد" للشخصية التي يؤديها، ومن بين هذه الأفلام "انتصار الشباب"، "لحن الخلود"، "من أجل حبي"، "رسالة غرام"، "انت حبيبي"، "قصة حبي"، "حكاية العمر كله"، وهما الاسمان اللذان لخصا حياة فريد، حيث عاش وحيدا بعيدا عن عائلته الكبيرة، ولم يفز يوما بالزواج ليمكنه من تكوين أسرة جديدة تعوض وحدته.

كما كان لفريد نصيبا من اسمه وأصبح متفردا في صوته وألحانه؛ فهو الفنان العربي الوحيد الذي حصل على وسام الخلود الفني الفرنسي، وكان هذا الوسام قد مُنح قبل ذلك لاثنين فقط من مؤلفي الموسيقى في العالم وهما شوبان و بتهوفن.

الحب والزواج
"الحياة وردة للي يرعاها.. الحياة مرة واحنا نحياها.. فوزوا بمتاعها وانسوا أوجاعها"، كلمات تغنى بها ملك العود الموسيقار فريد الأطرش، وحاول أن يطبقها على حياته الخاصة، ويفوز بمتاعها وينسى أوجاع الماضي بعدما أضحى من أشهر المطربين والملحنين في الوطن العربي، لكن الأوجاع لم تفارقه، ففقد شقيقته اسمهان "آمال" في حادث أليم، واصيب بأكثر من ذبحة، وأحب أكثر من مرة وفشل في تتويج قصص حبه بالزواج.

وحاول فريد التغلب على أحزانه بالعمل المستمر، وبالمقامرة التي أدمنها، وحبه لسباق الخيول، لكن المرض عرف طريقه إليه عام 1955.

أحب فريد في حياته الكثير من النساء، من بينهن الراقصة سامية جمال التي ظلت حتى بعد انفصالها عنه وزواجها لفترة طويلة من الفنان رشدي أباظة تؤكد أن فريد هو "حب العمر"، قدما معا كثنائي فني في العديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة، وطالبته سامية بالزواج أكثر من مرة لكنه كان مترددا لأسباب كثيرة، من بينها الغيرة، وتردده في هذا الوقت تحديدا في الإقدام على الزواج.

ومن بين القصص التي أثيرت على صفحات الجرائد علاقته بالملكة السابقة ناريمان بعد طلاقها من الملك فاروق، وعودتها من إيطاليا إلى القاهرة لتستأنف حياتها، فجمعتها لقاءات مع فريد من خلال الحفلات التي يقوم بإحيائها.

وخرجت الصحف لتشير إلى وجود علاقة عاطفية بينهما، وهو ما رفضته والدة ناريمان بشدة، وخرجت على صفحات الجرائد لتؤكد أن فريد ما هو إلا مطرب للعائلة ولا يجب أن يطمع في أكثر من ذلك، فانتهت قصة أمير من أمراء جبل الدروز بملكة سابقة، ولكنها تركت جرحا لم يندمل في قلب فريد، فأصيب بعدها بأول ذبحة صدرية، وربما لم يكن لهذه العلاقة أصل سوى الشائعات، وكان سقوطه في دائرة المرض بسبب التصريحات القاسية التي أطلقتها والدة ناريمان، خاصة وأنها كانت تشير إلى وجود فوارق اجتماعية بين فريد وناريمان، وهو ما رفضه فريد الذي خرج بتصريحات هو أيضا يشير فيها إلى أصله وأنه من نسل ملوك وأمراء، أما ناريمان فلم تكتسب لقب "ملكة" إلا بزواجها من فاروق.

وفاته
توفى فريد الأطرش في ديسمبر عام 1974، تاركا إرثا فنيا متنوع بين الأغاني التي شدى بها والألحان التي لحنها لنفسه ولغيره من المطربين، إلى جانب عدد لا بأس به من الأفلام السينمائية التي نشاهدها إلى اليوم، فظل لحنا خالدا نسمعه ونردده إلى الآن رغم مرور ما يزيد عن 39 عام على رحيله.

فيديو قد يعجبك: