“تيتا ألف مرة” وثائقي لمحمود قعبور

“تيتا ألف مرة” وثائقي للمخرج محمود قعبور، يروي فيه يوميات جدته  التي تسكن وحيدة في أحد أحياء بيروت مع خادمتها. مشاهد تركز على الحياة اليومية لجدة المخرج فاطمة زوجة الموسيقي محمود الرشيدي.  نراه يلملم ذكريات جدته  الممتدة على مدى أكثر من أربعة عقود، يجمعها بدفء. و تكشف “تيتا” قعبور عن شخصية مميزة، تجمع بين صفات الجدة الطيبة والحنونة مع شيء من الطرافة التي تفرد شخصيتها ولهذا لا يوفر المخرج حيلة لتحريك هذا الجانب في تقديم شخصيتها.   ونجح (تيتا ألف مرة) الذي تدور أحداثه ضمن حيطان مغلقة في اجتذاب مشاعر كبيرة ومترابطة من الضحك من خلال تصرفات الجدة الطريفة والحزن والحنين من خلال  اجتذاب العاطفة للذكريات التي يستعرضها مع جدته في حديثها عن زوجها المتوفى وعند مدى الحنين والحب الذي تظهره. ولعلّ من أكثر المشاهد تأثيراً في الفيلم حينما تماهى  محمود قعبور مع صورة جدّه في شبابه.  فينخرط محمود قعبور مع جدته في لعبة ذكريات العاطفة التي كانت تجمعها مع الجد. حيث يدلّلها ويغمرها بعاطفته وحبّه كأنه محمود الزوج، وهي تجاريه في لعبته، فتتغزّل بحسنه وتكشف له عن مكنوناتها وتطعمه البرتقال بيديها. لا يكتفي المخرج بارتداء بدلة جده واعتمار طربوشه، بل يشبك ذراعه بذراع جدته ويسير الإثنان في الشارع كعريسين، ترشّهما إحدى الجارات بالأرز، على وقع تعليق الجدة “خلصلنالها الرز” لفلانة ورد المخرج “معليش منجبلها غيرهن”.