النمطية والإرهاب.. أدوار تقتصر على الممثلين العرب في هوليوود

كتبت- هدى الشيمي:

أصبح العرب منذ سنوات طويلة محصورين في أدوار الشر، والمتآمرين، بداية من الشيخ الذي ظهر في فيلم " Raiders of the Lost Ark" لستيفن سبيلبرج، وفيلم الرسوم المتحركة "علاء الدين"، فلم يحقق أي ممثل عربي شهرة تعادل ما حققه الممثل الراحل عمر الشريف، الذي شارك بأدوار متنوعة في عدد من الأفلام المختلفة منها " Lawrence of Arabia"، و" Doctor Zhivago"، و"Funny Girl" مع باربرا سترايسند.

بعد قيام ثورات الربيع العربي توقفت شركات الإنتاج الأمريكية عن طلب العرب للمشاركة في أعمال من انتاجهم، ويقدموا فيها دور الإرهابيين، فكان من بين المتضررين الممثل المصري أيمن سمان، الذي سافر إلى أمريكا وعين مدير أعمال.

يقول السمان لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، إن هوليوود توقفت عن كتابة أدوار الإرهابيين في أعمالها الفنية والسينمائية بعد ثورة الربيع العربي"، إلا أن ظهور تنظيم الدولة "داعش" لحسن الحظ جعلهم يعيدون كتابة هذه الأدوار مرة أخرى.

أصبحت أدوار العرب أو الشرق أوسطيين المشاركين في الأعمال، المسلسلات والأفلام، محصورة في الصراخ والصياح بجملة "الله أكبر"، قبل تفجير أنفسهم في الأعمال الانتحارية، أما سمان الذي شارك في فيلم المخرج والممثل كلينت إيستوود "American Sniper" كان أكثر عمقا وتأثيرا من أدوار المسلمين الموجودة في السيناريوهات، ومؤخرا رفض الممثل المصري دورا عُرض عليه لرجل من المفترض أن يسلم سترة تفجيرية لانتحاري، ويقول "كان الدور نمطي، وأنا غير مهتم لتجسيد هذه الأدوار مرة أخرى".

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن سمان وغيره من الممثلين العرب الذين يعيشون في لوس أنجلوس ينتقلون في عوالم متباينة، يتابعون التوترات والاضطرابات التي تحدث في بلادهم، وفي نفس الوقت يتحدون المفاهيم التي تروج لها أمريكا عن الشرق الأوسط، تأثر طموحهم نتيجة للمشاكل السياسية العالمية، والمذابح الإرهابية التي تقوم بها بعض الجماعات، ولكنهم تعلموا تخفيف الإحباط والاستفادة أكثر من تلك الأدوار.

ويرى الممثل اللبناني الأمريكي هاز سليمان إنه كلما كان الفيلم كبيرا وحقق نجاحا كبيرا، زادت الفرص في الحصول على أدوار أكثر تنوعا، وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن سليمان حصل على نقد إيجابي بعد دوره في فيلم "The Visitor" عام 2007، والذي قدم فيه دور مهاجر طبال.

يقول سليمان إن العرب في أمريكا أصبحوا الآن "السود الجدد"، حيث يتلقون نفس المعاملة التي تلاقها من قبل أصحاب البشرة السوداء، واستغرق الأمر فترة طويلة حتى يحصلوا على حقوقهم، وهذا ما يجب أن يفعله العرب.

وصل سامي شيخ إلى لوس أنجلوس بعد حصوله على دروس تمثيل في نيويورك، أرسل حوالي 100 مشهد خاص به، ولكنه تلقى عشر مكالمات فقط، ويقول "هذا لا يمكن أن يحدث اليوم"، مشيرا إلى أن الشخصيات التي قدم لها تجارب أداء لم تكن جيدة كفاية، ولكنها كانت جيدة له ولمشواره، لأنه أدرك أن عدد من الرجال القوقازيين يجلسون أمام المكاتب منتظرين فرصة، ولكنه حصل عليهم دون فعل ذلك.

حصل شيخ على دور شاب لاتيني ولكنه لم يستطع رقص "السالسا" فضاع منه الدور، ولكنه شارك في فيلم "American Sniper" .

يعمل شيخ في أكثر من دولة من بينهم دبي، ولبنان، والأردن، وجنوب افريقيا، وشاركت في عمل مؤخرا في فيينا، وعلى الرغم من موهبته إلا أنه لا يحصل إلا على أدوار محددة، فحصل مؤخرا على دور دبلوماسي قاتل متسلسل، ومترجم عراقي للقوات الأمريكية، وسائق مهاجر.